وأما قوله: خمائل الوسمي، فإن الخمائل رياض من الشجر والنبات الذي ترعاه العرب سوائمها يشبه بخمائل القطايف وإنما اشتق منها، قال الشاعر:
ترعى حدائق من خمائل أزهرت
ونأت مطالبها عن الرواد
والرواد فهم الأدلاء يرسلهم الحي ليرتادوا لهم المراعي، من ذلك ما يقول العرب: الرايد لا يكذب أهله، والوسمي يكون مطرا في أول الشتاء، والأكمام فهي أكمام الشجر التي ذكر الله جل ثناؤه في كتابه إذ يقول: {وما تخرج من ثمرات من أكمامها}[فصلت:47].
وأما قوله: يحدوني، فإنه يقول يسوقني ويشلني أي يطردني كطرد الربال وهو النعام، قال الكميت:
فألحقنا روافضهم ببصرا
حفاة كالربال وناعلينا
وأما السملق فهو القاع الأفيح لا يخفى على أحد، والوديقه عند العرب شدة الحر القاتل في القيظ لا يخفى على أحد من أهل اللسان العربي، قال الشاعر في الوديقه:
وفيفا مرت يلفح الوجه حرها
إذا ما تغشاه إتقاد الودايق
وأما قوله: يحجبني إلا أبجحه ولا أفخمه، فإنه يقول: لحري، والحري [680] الخليق، تقول العرب: إني لخليق ألا أكلم فلانا ولحري ألا أزوره، ولحجبي كل ذلك واحد.
وأما قوله: لا أبجحه، فإن البجح ضرب من المديح، وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في وصيته لمالك بن الحارث الأشتر النخعي: ولا يبجحك في وجهك، يقول لا يمدحنك في وجهك، وقد قال الشاعر:
فرحت ومثلي بالذي كان يفرح
ويظهر للرحمن شكرا ويبجح
وأفخمه أي أعظمه.
وأما قوله: العروق المغلغلة، فإنه يقول: الضاربة في أسافل الثرى الذاهبة في قرار الماء لكرمها وطيب عنصرها، قال الشاعر يمدح رجلا:
فقد كرم الأصل الذي أنت فرعه
وصادف سرا عرقه المتغلغل
وأما النجدة فهي النجدة والشرف، قال محمد بن مبادر من تميم:
أنا صبابتها وفتاها ... وابن نجدات البلد
وأما قوله: الناأد الباهظة ، فالناأد في لغة العرب الداهية الجليلة، والباهظة هي الفادحة، قال الشاعر في الناأد:
مخ ۲۰۱