ئب الكاعب من رؤيتي وأتئب يقول: تستحي مني وأستحي منها وهو الاتياب، والإجهار الإظهار، وأما المناديح فهي المذاهب الفسيحة المتسعة.
وقد أثم بخالقه وتعرض لمعصيته من نفش لسانه في لحوم المسلمين الغافلين كما نفشت السوام في خمايل الوسمي ذي الأكمام، وإن من يحدوني على الاعراض ويشلني على القطيعة كما تشل الزبال بالسملق وديقه القيظ يحجبني إلا أبجحه ولا أفخمه ولكن ناصر لي على ذلك ويمنعني منه المراقبة للرحمن والطلب للفوز بالجنان مع العروق المتغلغلة في ثرا النجدة وإن لم تزل النأد الباهظة تطرا علي محنها ظلما وعدونا بعد الهادي إلى الحق صلوات الله عليه عققا وحيالا من كل أوب، فكلم أدمله، ووهي أرتقه، وأود أثقفه، وأمر أحاوله لا تصرم له، ففيم تكتب إلي في ذلك وأنت به عارف وعليه بالصحة واقف قد فحصته لك الدهور وأوقفتك على تصاريفه الأمور، وأنا بالأمر عبا على الساسه[679] الحكماء من التكات والتعوذ في المغذ من ذي القرحة والأكس والأروق، فكل ذلك عند أهل المعرفة أشهر من الفرس الأبلق، وأنا أقول كما قال يعقوب عليه السلام: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون}[يوسف:86].
أما قوله: نفش لسانه في لحوم الغافلين، فإنه يعني أنه بسط لسانه في أعراض الناس وهم في غفلة عنه وهو مشتق من قول الله عز وجل: {إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم}[الأنبياء:78]، ومنه يقول القائل: فلان راتع في لحوم الناس، والراتع الآكل، ومنه حديث النبي صلى الله عليه حيث قال لرجلين من أصحابه: ((لو أصبتما من هذه الجيفة))(1)، وهذا غير مستنكر في اللغة، ولولا خوف التطويل وملالة القارئ لأثبتنا من الشواهد على هذا ما يطول به الشرح.
وأما السوام فهي جماعة الأنعام السائمة.
مخ ۲۰۰