174

قال محمد بن يحيى عليه السلام: القرآن هدى ونور، هدى الله به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، ونجى به من الهلكة بما أنزل فيه من الحلال والحرام والأحكام، فلا يضل(1) من تعلق به، ولا يتحير أبدا من قصده وتمسك به، وما كان من اختلاف الناس في القراءات فكل حرف أزال المعنى وخالف اللغة فلا(2) يجوز لفاعله ولا تحل القراءة به مثل من قرأ: وحرم على قرية أهلكناها، فهذا حرف خارج من اللغة والتنزيل؛ لأن حرم لا يعقل في اللغة وإنما القراءة {وحرام على قرية أهلكناها}[الأنبياء:95]، ومثل قولهم: {وقال اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرسيها}، وإنما القراءة تقرأ: {باسم الله مجراها ومرساها}[هود:41].

ومثل قولهم: حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وتزاينت، ليس القراءة كذلك وإنما هي: {وازينت}.

ومثل قراءتهم في يوسف صلى الله عليه: {وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم}، وإنما أنزلت الآية: {وقال لفتيته اجعلوا بضاعتهم في رحالهم}[يوسف:62].

ومثل قولهم: {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا}(3)، وإنما نزلت: {تفجر لنا من الأرض ينبوعا}[الإسراء:90].

ومثل قراءة ابن مسعود: {وتكون الجبال كالصوف المنفوش} وإنما نزلت: {كالعهن المنفوش}.

ومثل قراءتهم في قصة السامري: {فقبصت قبصة من أثر الرسول فنبذتها} فقروها بالصاد وإنما نزلت: {فقبضت قبضة} بالضاد.

مخ ۱۷۷