169

والتفسير فإنما هو لأهله بالتوفيق من الله لهم والمعرفة منه

سبحانه فنالوا ذلك بفضل الله وهدايته وتسديده لأوليائه، ولن يفسر القرآن مفسر أحسن من علماء آل الرسول تفسيرا، ولا يستخرج غامضه استخراجهم أحد إلا هم؛ لأن الله عز وجل جعلهم الشهداء على الخلق، والقائمين فيهم بالحق، والمستخلفين في أرضه الآمرين بأمره، أمر الخلق بطاعتهم، ودلهم بهم على موضع حاجتهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم.

[فيمن رأى هلال شوال مع الظهر هل يفطر]

وسألتم عن من رأى هلال(1) شوال مع الظهر في آخر يوم من شهر رمضان، فقلتم: هل يفطر؟

قال محمد بن يحيى عليه السلام: إن أفطر مفطر عند رؤية الهلال لم يلزمه شيء؛ لأنه عند رؤيته قد انسلخ شهر الصيام عنه، فأما الذي نفعله ونستحبه ونراه أفضل لفاعله أن يتم الصيام إلى الليل فهو أقرب للهدى وأصلح للآخرة والدنيا.

وأما الشهور والأهلة فقد يروى عن رسول الله صلى الله عليه ثلاثون يوما وتسعة [655] وعشرون يوما، وقال صلى الله عليه في شهر رمضان: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ))(2)، فينبغي لكل ذي دين إذا غمي عليه هلال شوال أن يعد من الرؤية ثلاثين يوما فإذا أكمل الثلاثين يوما فليفطر، فكذلك قال النبي صلى الله عليه إذا غمي عليكم الهلال فعدوا ثلاثين يوما من الرؤية ثم أفطروا، وهذا واجب من الفعل الذي لا يجوز غيره ولا يسع تركه، فاعلموا ذلك واعملوا به.

وأما ما يروى عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في قوله: ((إذا)

شهد عدلان على الرؤية فصوموا وأفطروا))، فهذا الحديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه يرويه أمير المؤمنين عليه السلام وبه نأخذ وهو الواجب، وقد روي أنه يجزي في صومه شاهد ولا يجزي في إفطاره أقل من شاهدين عدلين.

[في الهلا هل يرى في أول النهار بكرة وفي آخره عشيا] وسألتم: هل يرى الهلال في أول النهار باكرا وفي آخره عشا؟

مخ ۱۷۲