[تفسير قوله تعالى: {وجنة عرضها كعرض السماء والأرض}]
وسألت: عن قول الله سبحانه : {وجنة عرضها كعرض السماء والأرض}[الحديد:21] فقلت: أمثل هو أم حق؟
قال محمد بن يحيى عليه السلام: بل هو حق كما أنكم تنطقون، فأخبر سبحانه وجل عن كل شأن شأنه أن الجنة عرضها كعرض السماء والأرض.
فإن قال قائل: فإذا كانت كذلك فهي أوسع من هذه الدنيا.
قيل: ألا تسمع كيف يقول سبحانه: {وإذا الأرض مدت}[الإنشقاق:3] ومعناه أي بسطت وزيد فيها مثلها؛ لأن السماء والأرض في الطول والعرض سواء وذلك قول الله سبحانه في كتابه: {وجعلنا السماء سقفا محفوظا}[الأنبياء:32] فلما أن كانت السماء على قدر الأرض صارت سقفا لها ولو كانت السماء أمد من الأرض لكانت على غير الأرض سقفا وليس شيء بعد الأرض يوقع عليه ولا يقال به، فسماء الآخرة كما ذكر الله سبحانه كعرض السماء والأرض، والأرض فتمد حتى تكون كمثلها كما ذكر الله سبحانه من فعله فيها وما تصير إليه من حالها.
مخ ۱۱