34

Fiqh of the Signs of the Hour

فقه أشراط الساعة

خپرندوی

الدار العالمية للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

السادسة

د چاپ کال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

ژانرونه

العلم المحيط بالغيوب التي لا نهاية لها، ومن أصول التوحيد أنه تعالى لا شريكَ له في ذاته ولا في صفة من صفاته، والرسول ﷺ عبدُ الله، لا يعلم من الغيب إلا ما أوحاه الله تعالى إليه، لأداء وظيفة التبليغ. ولكن الغلاةَ يرون من التقصير في مدح النبي ﷺ وتعظيمه أن تكون صفاته دون صفات ربه وإلهه، وخالق الخلق أجمعين، فكذَّبوا كلام الله تعالى، وشبَّهوا به بعض عبيده؛ إرضاءً لغلوهم، ومثل هذا الغلو لم يُعْرَفْ عن أحد من سلف هذه الأمة، ولو أراد الله تعالى أن يُعْلِمَ رسوله ﷺ بوقت قيام الساعة، بعد كل ما أنزله عليه في إخفائها، واستئثاره بعلمه، لما أكَّده كلَّ هذا التأكيد في هذه السورة وغيرها؛ كقوله ﷿: ﴿يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا﴾ (١) ". اهـ. الْحِكْمَةُ في تَقْدِيمِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَدِلاَلَةِ النَّاسِ عَلَيهَا ثبت في حديث جبريلَ المشهورِ أنه قال لرسول الله ﷺ: "فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ"، فقال ﷺ: "مَا المسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ"، قال: "فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا" (٢)، وفي رواية قال: "مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِاَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا ... " الحديث (٣).

(١) "تفسير المنار" (٩/ ٣٩١، ٣٩٢). (٢) روى هذا اللفظ مسلم في "صحيحه " (٨). (٣) رواه البخاري (٥٠)، ومسلم (٨).

1 / 34