156

Fiqh of Priorities in Contemporary Salafi Discourse After the Revolution

فقه الأولويات في الخطاب السلفي المعاصر بعد الثورة

خپرندوی

دار اليسر للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

د خپرونکي ځای

مصر

ژانرونه

والكَرِّ والفَرِّ، والقوة في الحكم بين الناس ترجعُ إلى العلم بالعدلِ الذي دل عليه الكتاب والسنة، والقدرة على تنفيذ الأحكام، والأمانة ترجع إلى خشية الله، وألَّا يشتريَ بآياته ثمنًا قليلًا، وتَرْك خشية الناس (١). وفي العمل الدعوي الإداري حقوق وواجبات؛ إذ كل حقٍّ يقابله واجب، ولا تصلح مطالبةٌ بالواجب قَبْلَ أداء الحق. وفي العمل الإداري شورى تُسَدِّدُ الرأي وتقوِّم العمل، وقد قال الله تعالى لنبيه ﷺ: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ [آل عمران: ١٥٩]، وبهذا عَمِلَ النبيُّ ﷺ مع الصحابة في المهمات كافَّةً، حتى قال أبو هريرة ﵁: "ما رأيت أحدًا أكثرَ مشورةً لأصحابه من رسول الله ﷺ " (٢). وفي العمل الإداري نفحة إيمانية، تُقَدِّمُ القدوةَ، وتُعَلِّمُ الأسوةَ، وتحارب الهوى، وتُحقق العدل، وترعى الأمانة، وتملأ الدعوةَ ربانيَّةً. وفي العمل الإداري تقويمٌ دوري على أسس من الربانية والموضوعية؛ لاكتشاف الخطأ، وإصلاح الخلل، وضمان النمو،

(١) مجموع الفتاوي، لابن تيمية، (٢٨/ ٢٥٣). (٢) علقه الترمذي بصيغة التضعيف بعد حديث، (١٧١٤) ووصله عبد الرزاق، (٥/ ٣٣٠)، رقم، (٩٧٢٠)، وأحمد، (٤/ ٣٢٨)، رقم، (١٨٩٢٨)، والبيهقي في سننه، (٩/ ٢١٨)، وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (١٣/ ٣٤٠): رجاله ثقات إلا أنه منقطع.

1 / 163