195

Fiqh Lessons - Suleiman Al-Laheimid

دروس فقهية - سليمان اللهيميد

ژانرونه

وهذا الحديث ضعيف لا يصح بالاتفاق.
لأنه من رواية إسماعيل بن عياش عن موسى بن عطية، وإسماعيل بن عياش في روايته عن غير أهل بلده ضعيفة هذا منها.
ج-عن أبي العريف قال: (أتي علي بوضوء، فمضمض واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل يديه وذراعيه ثلاثًا، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ يتوضأ، ثم قرأ شيئًا من القرآن، ثم قال: هذا لمن ليس بجنب، فأما الجنب فلا ولا آية) رواه أحمد.
فهذا الحديث صريح في منع الجنب من قراءة القرآن، لكن الحديث معلول، والراجح وقفه، وقد صححه موقوفًا الدار قطني فقال: هو صحيح عن علي.
وذهب بعض العلماء: إلى الجواز.
وقد ذهب إلى هذا القول جماعة من أهل العلم منهم: ابن عباس، فقد ذكره عنه البخاري في صحيحه تعليقًا مجزومًا بصحته فقال: ولم يرَ ابن عباس بالقراءة للجنب بأسًا.
وروى ابن المنذر في الأوسط عن عكرمة عن ابن عباس (أنه كان يقرأ ورده وهو جنب).
وجاء هذا القول أيضًا عن جماعة من التابعين، منهم: سعيد ابن المسيب، فقد روى عبد الرزاق بسند صحيح عن محمد بن طارق قال: (سألت ابن المسيب: أيقرأ الجنب شيئًا من القرآن؟ فقال: نعم).
ورجح هذا القول جماعة من المحققين، منهم: داود الطبري، وابن حزم، وابن المنذر.
أ-لحديث عائشة قالت: (كان رسول الله ﷺ يذكر الله على كل أحيانه) رواه مسلم.
وهذا الذكر عام يشمل قراءة القرآن والتسبيح والاستعاذة وغير ذلك.
ب-البراءة الأصلية.
ج-لم يثبت حديث صحيح تقوم به الحجة في منع الجنب.

1 / 195