Fiqh al-Seerah by Al-Ghazali
فقه السيرة للغزالي
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٧ هـ
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
رسول الله ﷺ إذا نزل عليه الوحي، يسمع عند وجهه دويّ كدوي النحل» «١» .
وكان أحيانا يأتي في مثل صلصة الجرس- وكان أشدّه عليه- فيلتبس به الملك، حتى إنّ جبينه ليتفصّد عرقا في اليوم الشديد البرد «٢»، وحتى إنّ راحلته لتبرك به على الأرض إذا كان راكبها «٣»، ولقد جاءه الوحي مرة كذلك وفخذه إلى فخذ زيد بن ثابت، فثقلت عليه حتى كادت ترضّها «٤»، وقد يأتي أيسر من ذلك وأخفّ.
وربما قيل: لماذا كانت أوائل الوحي بهذه المثابة من الشدة؟ ولماذا لم يبدأ نزول القران إلهاما في منام، أو إلهاما في يقظة على نحو ما قال رسول الله ﷺ:
«إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب ...» «٥»؟ أو ليس هذا أبعد عن دواعي الفزع والإعياء؟.
_________
(١) حديث ضعيف أخرجه الترمذي: ٢/ ١٥١- ١٥٢، وذكر أن في سنده اختلافا. ومداره على يونس بن سليم، رواه عنه عبد الرزاق، ويونس هذا مجهول، ومن طريقه أخرجه أحمد، رقم (٢٢٣)؛ والحاكم: ١/ ٥٣٥ و٢/ ٣٩٢؛ والنسائي «كما نقلوا عنه، وقال: هذا حديث منكر لا نعلم أحدا رواه غير يونس، ويونس لا نعرفه»، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد» وهذا من تساهله، وأما الذهبي فتناقض، فإنه في الموضع الأول وافق الحاكم على تصحيحه، واغترّ بذلك الشيخ أحمد شاكر، وأما في الموضع الاخر فقد تعقّبه بقوله: قلت: «سئل عبد الرزاق عن شيخه ذا، فقال: أظنه لا شيء»، وفي (الميزان) أقرّ النسائي على قوله: «هذا حديث منكر»، وتوثيق ابن حبان لابن سليم هذا، مما لا يعتدّ به، لا سيما وتلميذه عبد الرزاق أدرى به من ابن حبان.
(٢) روى معنى هذا البخاري: ١/ ١٤- ١٧، من حديث عائشة.
(٣) أخرج معناه أحمد والحاكم: ٢/ ٥٠٥، من حديث عائشة، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، وله شاهد من حديث أسماء بنت يزيد عند أحمد: ٦/ ٤٥٥- ٤٥٨؛ واخر عنده، رقم (٦٦٤٣) من حديث ابن عمرو.
(٤) أخرجه البخاري: ٥/ ١٨٢، من حديث زيد بن ثابت.
(٥) حديث صحيح جاء من طرق: الأول: عن ابن مسعود، أخرجه الحاكم (٢/ ٤) . الثاني: عن أبي أمامة، أخرجه الطبراني في الكبير؛ وأبو نعيم في (حلية الأولياء): ١٠/ ٢٨. الثالث: عن حذيفة، أخرجه البزار كما في (الترغيب): ٣/ ٧؛ والهيثمي في (مجمع الزوائد): ٤/ ٧١. -
1 / 98