93

Fiqh al-Ad‘iya wa-al-Adhkar

فقه الأدعية والأذكار

خپرندوی

الكويت

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

ژانرونه

قال ابن القيم ﵀ في كتابه العظيم إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان: "ومن كيده - أي الشيطان أعاذنا الله وإيّاكم منه - أنَّه يشامُّ النفس حتى يعلم أي القوّتين تغلب عليها قوّة الإقدام والشجاعة، أم الانكفاف والإحجام والمهانة، فإن رأى الغالبَ على النفس المهانة والإحجام أخذ في تثبيطه وإضعاف همّته وإرادته عن المأمور به، وثقله عليه، فهوّن عليه تركه حتى يتركه جملةً أو يقصّر فيه ويتهاون، وإن رأى الغالب عليه قوّة الإقدام وعلوّ الهمّة، أخذ يقلّل عنده المأمور به، ويوهمه أنَّه لا يكفيه، وأنَّه يحتاج معه إلى مبالغة وزيادة فيَقْصُرُ بالأوّل ويتجاوز بالثاني ... وقد اقتطع أكثر الناس إلاّ أقلّ القليل في هذين الواديين وادي التقصير، ووادي المجاوزة والتعدّي، والقليل منهم جدًّا الثابت على الصراط الذي كان عليه رسول الله ﷺ وأصحابه ... "١.
ثم أطال ﵀ في ضرب الأمثلة على ذلك ثم قال: "وهذا باب واسع جدًّا لو تتبّعناه لبلغ مبلغًا كثيرًا"٢.
وقد صحّ في الحديث عن النبي ﷺ أنَّه قال: "القصدَ القصدَ تبلغوا"٣، أي عليكم بالقصد من الأمور في الأقوال والأفعال، والقصد هو الوسط بين الطرفين، وصحّ عن النبي ﷺ أنَّه قال كما في المسند وغيره: "عليكم هديًا قاصدًا، فإنَّه من يشادّ الدّين يغلبه"٤، وكان ابن

١ إغاثة اللهفان (١/١٣٦) .
٢ إغاثة اللهفان (١/١٣٨) .
٣ صحيح البخاري (رقم:٦٤٦٣) .
٤ المسند (٥/٣٥٠،٣٦١)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم:٤٠٨٦)

1 / 97