22

Fiqh al-Ad‘iya wa-al-Adhkar

فقه الأدعية والأذكار

خپرندوی

الكويت

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

ژانرونه

يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ ١، فدفاعُه ﵎ عنهم هو بحسَب قوَّة إيمانهم وكماله، ومادَّةُ الإيمان وقوَّتُه ذكرُ الله تعالى، فمن كان إيمانُه أكملَ، وذكرُه لله أكثرَ كان نصيبُه من دفاع الله عنه أعظمَ وحظُّه منه أوفرَ، ومن نَقَصَ نَقَص، ذِكْرًا بذكرٍ ونسيانًا بنسيانٍ. ـ ومن فوائد الذِّكر: أنّ إدامته تنوبُ عن الطّاعات، وتقوم مقامها سواءً كانت بَدَنيَّةً أو ماليّةً، أو بدنيَّةً ماليَّةً كحجِّ التَّطوُّع. وقد جاء ذلك صريحًا في حديث أبي هريرة ﵁ أنّ فقراء المهاجرين أتوا رسول الله ﷺ فقالوا: يا رسول الله ذهب أهلُ الدُّثور بالأجور والنَّعيم المُقيم، يُصلّون كما نُصلّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضلُ أموالهم يحُجُّون بها ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدَّقون، فقال: ألا أُعلِّمُكم شيئًا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدَكم، ولا أحدٌ يكون أفضلَ منكم إلاّ من صنع ما صنعتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: تسبِّحون وتحْمدون وتكبِّرون خلف كلِّ صلاة ... " إلى آخر الحديث، وهو متّفق عليه٢. فجعل الذِّكر عوضًا لهم عما فاتهم من الحج والعمرة والجهاد، وأخبر أنَّهم يسبقونهم بهذا الذِّكر، فلما سمع أهلُ الدُّثور بذلك عملوا به، فازدادوا إلى صَدّقتهم وعبادتهم بمالِهم التعبُّدَ بهذا الذِكر، فحازوا الفضيلتين، فنافسهم الفقراء، وأخبروا رسول الله ﷺ بأنَّهم قد شاركوهم في ذلك، فانفردوا عنهم بما لا قدرة لهم عليه، فقال عليه

١ سورة الحج، الآية: (٣٨) . ٢ صحيح البخاري (رقم:٨٤٣)، وصحيح مسلم (رقم:١٠٠٦) .

1 / 26