Fiqh al-Ad‘iya wa-al-Adhkar
فقه الأدعية والأذكار
خپرندوی
الكويت
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م
ژانرونه
ولا سبيل لنيل هذا وتحصيله إلا بمعرفة أسماء الله وصفاته والتفقّه فيها والفهم لمعانيها.
ثالثًا: أنَّ الله خلق الخلق وأوجدَهم من العَدَم، وسخّر لهم السموات والأرض وما فيهما ليعرِفوه ويعبدوه، كما قال سبحانه: ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثَلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ ١، وقال سبحانه: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِن رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللهَ هُوَ الرَزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينِ﴾ ٢، فهذه الغاية التي خُلق الخلقُ لأجلها وأوجِدوا لتحقيقها، فالاشتغال بمعرفة أسماء الله وصفاته اشتغال بما خُلق له العبد، وتركه وتضييعه إهمال لما خُلق له، ولا ينبغي لعبد فضلُ الله عليه عظيم، ونِعَمُه عليه متوالية أن يكون جاهلًا بربّه معرضًا عن معرفته سبحانه.
رابعًا: أنَّ أحد أركان الإيمان الستة، بل أفضلها وأصلها الإيمان بالله، وليس الإيمانُ مجرّدَ قول العبد آمنت بالله من غير معرفته بربّه، بل حقيقة الإيمان أن يعرف ربّه الذي يؤمن به ويَبذل جهدَه في معرفة أسمائه وصفاته حتى يبلغ درجة اليقين، وبحسب معرفته بربّه يكون إيمانُه، فكلما ازداد معرفة بأسمائه وصفاته ازداد معرفةً بربِّه، وازداد إيمانُه، وكلما نقص نقص، ولهذا قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ﴾ ٣ قال ابن كثير ﵀: "أي إنَّما يخشاه حق خشيته
١ سورة الطلاق، الآية: (١٢) .
٢ سورة الذاريات، الآيات: (٥٦ - ٥٨) .
٣ سورة فاطر، الآية: (٢٨) .
1 / 120