104

Fiqh al-Ad‘iya wa-al-Adhkar

فقه الأدعية والأذكار

خپرندوی

الكويت

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

ژانرونه

ـ وإما توجّه فكريٌّ ينحى بهذه المقالة إلى إقحام الناس في متاهاتٍ فكريةٍ وتخرُّصاتٍ عقليةٍ وظنونٍ وأوهامٍ، وهذا يكثر عند أهل الكلام الباطل كالمعتزلة وغيرهم.
روي عن إسماعيل بن علَيَّة، قال حدّثني اليسع، قال: تكلّم واصل ابن عطاء يومًا، فقال عمرو بن عبيد: "ألا تسمعون؟ ما كلام الحسن وابن سيرين عندما تسمعون إلاّ خرقة حيض ملقاة".
وروي أنَّ زعيمًا من زعماء أهل البدع كان يريد تفضيل الكلام على الفقه فكان يقول: "إنَّ علم الشافعي وأبي حنيفة جملته لا يخرج من سراويل امرأة". ذكر هذا والذي قبله الشاطبي في كتابه الاعتصام١، ثم قال: "هذا كلام هؤلاء الزائغين قاتلهم الله".
ولا ريب أنَّ هذه توجُّهاتٌ متحلّلةٌ من ربقة العلم مستحكمةٌ في الهوى والباطل، فنسأل الله أن يحفظنا وإيّاكم من الأهواء المطغية، والفتن المردية، بمنّه وكرمه، كما نسأله أن يحفظ علينا علماءنا الذين هم أمناء الشريعة وحفّاظ الدّين وأنصار الملّة، وأن يجزيهم عن الإسلام وأهله خير الجزاء، وأن يعلي قدرهم في الدنيا والآخرة، وأن ينصر بهم دينه ويعلي بهم كلمته إنّه وليُّ ذلك والقادر عليه.

(٢/٢٣٩) .

1 / 108