Fiqh al-Ad‘iya wa-al-Adhkar
فقه الأدعية والأذكار
خپرندوی
الكويت
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م
ژانرونه
سائر النّجوم؛ لأنَّ الكواكب هي التي تسير ولا يُهتدى بها، فهي بمنزلة العابد الذي نفعه مقصور على نفسه"١.
فدلّ الحديث على تفضيل العلم على العبادة تفضيلًا بيِّنًا، وثبت عن النبي ﷺ في مسند البزار، ومستدرك الحاكم وغيرهما، من حديث سعد ابن أبي وقّاص ﵁ أنَّه قال: "فضل العلم أحبُّ إليَّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع"٢.
ومما يدلّ على تفضيل العلم على جميع النوافل والمستحبّات، بما فيها الذِّكر، أنَّ العلم يجمع جميع فضائل الأعمال المتفرّقة، روي عن معاذ بن جبل ﵁ أنَّه قال: قال رسول الله ﷺ: "تعلّموا العلم فإنَّ تعلُّمه حسنة، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنَّه معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل أهل الجنّة، وهو الأنس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السّرّاء والضّرّاء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاّء، يرفع الله به أقوامًا فيجعلهم في الخير قادةً وأئمّةً، تُقتصُّ آثارهم، ويقتدى بأفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة في خلّتهم، وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كلّ رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامّه، وسباع البرّ وأنعامه، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار من الظلم، يبلغ العبد بالعلم
١ شرح حديث أبي ذر في طلب العلم (ص:٣٣) .
٢ مسند البزار (٧/رقم:٢٩٦٩) من حديث حذيفة بن اليمان، والمستدرك (١/٩٢) من حديث سعد، وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع (رقم:٤٢١٤) .
1 / 105