١٥ - وإني لعبد الضيف ما دام نازلًا ... وما فيَّ إلا تلك من شيمة العبد
كذلك هو على ألسنة الناس، وروايته:
وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا
للمقنَّع الكندي وهو محمد بن ظفر بن عمير وسمي المقنع لأنه كان لجماله يخاف العين فيتَّخذ اللثام، شاعر إسلامي مقلّ، معدود في الأجواء والأشراف، والبيت من قطعة له هي:
يعاتبني في الدَّين قومي وإنما ... ديوني في أشياء تكسبهم حمدا
أسدّ به ما قد أخَلُّوا يضيَّفوا ... ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدا
إلى أن قال:
وإن الذي بيني وبين بني أبي ... وبين بني عمي لمختلف جدا
فإن أكلوا لحمي وَفرْت لحومهم ... وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وإن ضيَّعوا غيبي حفظت غيوبهم ... وإن هُمْ هوُوا غيِّي هَوِيت لهم رُشدا
وإن زجروا طيرًا بنَحْس تمرُّ بي ... زجرت لهم طيرًا تمُرُّ بهم سعدا (١)
ولا أحمل الحقد القديم عليهم ... وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
وليسوا إلى نصري سراعًا وإن همُ ... دعوني إلى نصر أتيتهم شَدَّا
لهم جُلُّ مالي إن تتابع لي غنى ... وإن قلَّ مالي لم أكلفهمُ رفدا
وإني لعبد الضيف ... (البيت).
١٦ - تمتع من شميم (٢) عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار
للصمَّة بن عبد الله القشيري، شاعر إسلامي غَزِل مجيد، من أبياته المعروفة، وقبله:
_________
(١) من أمور الجاهلية زجر الطير، والتفاؤل بها أو التشاؤم (إن طارت يمينًا أو شمالًا)، وهو السانح والبارح، وقد أبطل ذلك الإسلام فيما أبطله من ضلالات الجاهلية.
(٢) الشميم كالشم. والعرار: نبت في البادية طيب الرائحة.
1 / 83