په لاره کې
في الطريق
ژانرونه
فلم تستطع ميمى أن تفهم لماذا لا يبقى شهر العسل دائما.. ولم تدر ماذا يمنع أن يدوم، ولكنها لم تقل شيئا ولم يحاول هو أن يفهمها، وشغل كلاهما بحياتهما الجديدة فى البيت وخارجه فنسيت أن شهر العسل سيزول كما هددها سليم أو أنذرها. وكانت بعد أن تفرغ من تغيير ثيابها كل ليلة على أثر عودتهما من السينما أو الرياضة أو نحو ذلك تجلس فى حجره وتنحى ما أمامه من الأوراق وتوسعه تقبيلا، ثم تسأله: «ألا تزال تحبنى»؟ فيقول: «بالطبع.. يا له من سؤال»!
وكان النهار أثقل الأوقات على نفسها لأن زوجها يغيب فيه عنها، ولم يكن لها فى البيت عمل فإن الخدم كثيرون.. الطباخة وبنتان للكنس والمسح وما إلى ذلك. وكان بيتها شقة فى عمارة كبيرة عالية فحدث يوما أنها كانت تنتظره ليخرج بها إلى السينما، وإذا بالباب تفتحه فألفت سيدة تقول لها: «معذرة إذا كنت أزعجتك.. ولكن خادمتى أضاعت المنفضة، فهل أجد عندكم واحدة»؟
فقالت ميمى: «لا أدرى.. تفضلى حتى أسأل الخادمة».
فدخلت السيدة وهى تقول إن شقتها هى التى فوق هذه، فاستغربت ميمى فى سرها لماذا لم تذهب إلى أحد من السكان الآخرين المقابلين لها فى دورها، وحدثت نفسها أن لعلها فعلت فلم تجد عندهم ما تطلب. وقالت السيدة - كأنما ترد على هذا الذى تحدثت به ميمى إلى نفسها: «لقد رأيتك منذ لحظة تخرجين إلى الشرفة فى قميصك.. ولا يسعنى الا أن أقول أن قدك مدهش».
فسألتها ميمى: «رأيتنى؟ كيف رأيتنى وأنت فوق»؟
قالت: «رأيتك من الشرفة الأخرى.. من حسن الحظ أن زوجى ليس فى البيت ولم يرك، وإلا لكان من المحقق أن يقذف نفسه عليك».
فدهشت ميمى ولم تقل شيئا وراحت السيدة تسألها عن اسمها كله، فقد عرفت بعضه من البواب، وتخبرها باسمها هى تقول إن من الواجب أن تلتقيا كثيرا وأن تتزاورا، ثم سألتها: «هل زوجك يسافر ويغيب عنك أياما»؟ فقالت ميمى: «يسافر؟.. يسافر أين؟.. كلا بالطبع».
فقالت الأخرى: «إن زوجى لا يزال على سفر.. وقد كنت فى أول الأمر أقعد فى البيت ولا أبرحه يوما بعد يوم انتظارا لعودته. وقد ضاق صدرى ولم أعد أطيق ذلك، فلن تجدينى فى البيت حين يتركنى ويرحل».
فأحست ميمى أنها تحتاج إلى حماية من هذه الجارة، وألفت نفسها تلف الروب دى شامبر على صدرها وإن كانت مع ذلك لم تستطع أن تمنع نفسها أن تسأل جارتها: «أين تذهبين حين يغيب عنك زوجك»؟
فقالت الجارة بابتسامة وضيئة: «أوه فى أى مكان.. الأصدقاء يتكفلون بذلك».
ناپیژندل شوی مخ