په لاره کې
في الطريق
ژانرونه
وقال مراد وهو عاكف على البيان الذى قدمه إليه الخادم: «معذرة، فإنى أتضور جوعا.. لم آكل فى نهارى شيئا. ماذا تريدين.. كباب.. لحم رأس.. حمام؟ إنى أرى الحاتى عنده كل ما يؤكل.. لا الكباب وحده.. ما قولك»؟
فآثرت الكباب، وقالت: «إن هذا فنه الذى يمتاز به، فيحسن أن أقتصر عليه».
وكانا جالسين فى آخر القاعة ووجهها هى إلى الباب ووجهه إلى الناس. وشغلا برهة بالأكل وذكريات الطفولة، فقال لها وهو يضطجع: «أتذكرين يوم تحديتك أن تتسلقى النخلة؟ (فهزت رأسها) لقد كنت لا تطيقين التحدى.. فهل أنت ما زلت كذلك»؟
فوضعت الشوكة على الطبق، ونظرت إليه وسألته: «ماذا تعنى»؟
قال بابتسام: «أعنى أن وراءك.. بعد مائدتين اثنتين.. رجلين أحدهما يحدق فى ظهرك، لا يخالجنى شك فى أنك تحسين وقع نظراته على جسمك.. إنها نظرة حامية.. كاوية.. انتظرى قليلا وسأدعو الخادم ليجيئنا بالقهوة، فأديرى وجهك حين يقبل وانظرى».
ففعلت ثم اعتدلت فى جلستها وقد علا وجهها الاصفرار، فأكب مراد على بقية الفاكهة وتشاغل بها عما رأى فى وجهها من دلائل التغير. ولم تفت جليلة هذه الكياسة منه، ووقع من نفسها اتقاؤه الفضول.. فتماسكت وضبطت صوتها وهى تقول: «لقد تغيرت جدا.. من كان يظن أن ذلك الطفل الخبيث الذى كان يتعقبنى وينغص حياتى يصبح هذا الرجل الوديع الظريف الكيس؟ أتعرف من هذا يا مراد الذى يكوينى بنظراته؟ إنه خطيبى زكى.. أفهمت الآن»؟
فقال بهدوء وبصوت متزن النبرات: «خطيبك زكى؟ هذه أخبار.. أظن أن من واجبى أن أقدم لك التهنئات».
ولكنها أحست من نبرات صوته على الرغم من اتزانها أن هذا الخبر لم يسره، فقالت: «لا داعى للعجلة.. ثم إن الزواج مسألة عادية جدا على كل حال.. أو كما يمكن أن تقول أنت.. هو شر يصيب كل إنسان.. عاجلا أو آجلا.. متى يصيبك يا مراد»؟
فقال: «أنا؟.. لا أدرى.. صاحبك.. أعنى خطيبك لا يزال محملقا فى ظهرك. فهل تستطيعين أن تنهضى وتذهبى إليه وتقولى له بكل هدوء إن لك حقا فى أن تتناولى العشاء مع صديق قديم مثلى وضع فى طفولته دودة فى ظهرك وصببت عليه عشرين قربة من الماء فى الشتاء»؟
فقالت ببساطة: «إنى أحب زكى.. وأنت لا تعرفه.. بالطبع ليس فى كونى معك هنا ما ينبغى أن يسوءه، ولكنه لا يعرف أنك هذا الصديق القديم.. كل ما يعرفه أنه خطيبى.. وإنى - كما قال مرارا - طائشة.. مندفعة».
ناپیژندل شوی مخ