حديث: (طوبى لمن رآني)
كذلك استدلال الشيخ بالحديث: ((طوبى لمن رآني وطوبى لمن آمن بي ولم يرني...))، هذا من أكبر الأدلة على ما نذهب إليه فالحديث ليس فيه قيد الإسلام فضلا عن الصحبة وإحسان العمل، وأنتم لا تقولون بظاهره، ثم إن قلتم أن المراد بالذين رأوه من المسلمين فقط فهذا أيضا فيه حجة لنا، بدلالة الشطر الثاني من الحديث الذي بشر كل من لم يره بالجنة فالمسلمون اليوم مؤمنون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مسلمهم وفاجرهم، إذن فلنبشر المجرمين والظالمين بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد وعدهم بالجنة وعليه فلا نذم أحدا من المعاصرين ممن (آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يره) فإن اشترط الشيخ حسن العمل في المعاصرين قلنا هذا الشرط لم يأت في نص الحديث؟
فإن قال: لكن هذا يعرف من أدلة أخرى.
قلنا: وكذلك قلنا في الصحابة بأنه لا يكتفى بمجرد الرؤية ولا الصحبة ولا بد من حسن العمل فرجعتم لقولنا الذي قلناه أولا في الصحابة والتابعين وغيرهم.
ثم أنت تقر بارك الله فيك بأن الحديث لا يجوز التمسك بظاهره فقط دون الأدلة الأخرى، ولو كان كذلك لأمكن تبشير كل من رآه من الكفار والمنافقين بالجنة لأن الحديث لم يشترط مع الرؤية إسلاما ولا إيمانا فضلا عن حسن الاتباع وحسن العمل وحسن الصحبة؟
ويستطيع المتعنت أن يتمسك بظاهرية الحديث ويزعم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد وعد كل من رآه بالجنة وهو يعلم أن منهم من مات على غير الإسلام، لكن شرف رؤيته لا يعادلها عمل من الأعمال وهكذا فالجمود على الظاهر والانطلاق من حديث فرد أو مروي بالمعنى وفصله عن النصوص الأخرى أو عدم محاكمته لأصول الإسلام العامة يوقعنا في هذا التنازع والتناقض.
وقد أطال الشيخ في تخريج الحديث في ثلاث صفحات والحديث لا دلالة فيه على ما يريد الشيخ وفقه الله، فالحديث يحتاج لفهم متنه أكثر من حاجتنا لاستعراض أسانيده.
مخ ۶۹