معنى حديث: (لا تزالون بخير...)
استدل الشيخ ص12 بالحديث: ((لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني والله لا تزالون بخير مادام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني)).
أقول... أولا: أخطأ الشيخ في إسناد الحديث أيضا عندما قال: رواه ابن أبي شيبة (12/178) ثنا زيد بن الحباب ثنا عبدالله بن العلاء بن عامر عن واثلة بن الأسقع؛ وإنما صواب الإسناد: (حدثنا زيد بن الحباب حدثنا عبدالله بن العلاء (حدثنا عبدالله) بن عامر عن واثلة بن الأسقع... ) ولعل الخطأ من الناسخ أيضا.
وهو عند ابن أبي عاصم (2/983 تحقيق الجوابرة) بالإسناد السابق نفسه وبمتابعة الوليد بن مسلم.
ومع تحفظي على صحة الحديث لكن أقول للشيخ وفقه الله: ألا ترى أن الحديث معناه كالحديث الآخر المثني على القرن الأول والثاني ولا يفيد هذا أن الثناء حاصل لكل من كان في القرن الأول ولا كل من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا الثناء على كل التابعين. وهذا الحديث من هذا المعنى يشهد له ذلك الحديث المشهور ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم...)).
ويحتمل أن كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الثناء على القرون الأولى يتعلق بمعرفة الإسلام الحق وأنها أي المعرفة تتناقص مع الزمن، أو أن القرن الأول يفضل لوجود أصحاب الصحبة الشرعية ونحو هذا، وكل احتمال في معنى الحديث له وجه يمكن أن يقبل إلا أن يكون كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه فهو من أصحابه أصحاب الصحبة الخاصة الشرعية، فهذا باطل لأن هذا ترده الأدلة الأخرى الأقوى والأخص، فلا بد من قيد للرؤية والصحبة.
وإن زعم زاعم أن الحديث لم يشترط وأننا نقيد الحديث بقيود ليست فيه نقول: ستأتي أحاديث يصححها الشيخ بالثناء على من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم دون تقييد لهذه الرؤية بالإسلام؛ فضلا عن حسن الصحبة وحسن الاتباع، فإن تمسكتم بظاهرية هذا الحديث لزمكم التمسك بظاهرية ذلك الحديث.
مخ ۶۷