هل كفار قريش صحابة
ثم استعجل شيخنا وفقه الله في (حد الصحبة) ص11 فوقع من حيث لا يشعر في آبدة من الأوابد ألا وهي إثباته صحبة كفار قريش عندما عرف الصحابي التعريف المشهور بأنه (كل من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومات على الإسلام) ثم قال، وليته لم يقل: (والدليل على ذلك من كتاب الله وسنة رسوله واللغة العربية فأما من كتاب الله فقال تعالى: {ما ضل صاحبكم وما غوى}[النجم:2] يقسم ربنا مازال الكلام للشيخ في هذه الآية بالنجم إذا هوى أن صاحبكم أي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما ضل، ووجه الشاهد أن الله تعالى سماه صاحبا لقومه ومعلوم أن قومه منهم من صحبه المدة الطويلة ومنهم من صحبه المدة القصيرة وبمعنى هذه الآية قوله: {ما بصاحبكم من جنة}[سبأ: 46] وقوله: {وما صاحبكم بمجنون}[التكوير: 22]أه كلام الشيخ.
أقول: أولا: الخطاب يا شيخنا الفاضل وفقك الله موجه لكفار قريش فهم الذين كانوا يتهمون النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنون فتكون أنت قد أثبت صحبتهم من حيث لا تدري؟ مبالغة في ردة الفعل وتحت تأثير الخصومة وتسويل شياطين الأنس.
ثانيا: كتاب الله نزل بلغة العرب والصاحب في اللغة واسع يطلق على المؤمن والكافر، المنافق والصادق، العدو والصديق، كما يفهم من الآيات السابقة وغيرها، فهذه الآيات أثبتت الصحبة العامة اللغوية المجازية لا الخاصة الشرعية للكفار من باب الاشتراك فقط من حيث كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلا إليهم وليس من باب صحبة المتابعة والموآزرة (الصحبة الشرعية).
وهذا نظير قوله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخصم المحارب المقتول: ((إنه كان حريصا على قتل صاحبه)) فسماه صاحبا مع أنه عدو مقاتل.
مخ ۶۲