ثم الثناء على (من هاجر) إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس المقصود منها الهجرة العامة كهجرة الوفود أو القدوم للحج في حجة الوداع وإنما الهجرة الشرعية أيام الحاجة والضعف، ولو كان المراد كل من قدم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورآه فاختيار الله الذي تزعمون يكون اختيارا ناقصا تعالى الله عن ذلك لأن الاختيار يكون قد شمل الحكم بن أبي العاص والوليد وبسر بن أبي أرطأة ومسرف بن عقبة وأكثر أصحاب مسيلمة وطليحة بن خويلد وأصحابه... وهذا قول على الله بغير علم، بل هذا يلزم منه الطعن في اختيار الله.
وسبق أن قلنا في هذه الآيات إن جعلتموها شاملة للطلقاء فهي شاملة للمرتدين الذين كانوا صحابة وإن أخرجتموهم من الشمول بالردة أخرج غيركم غيرهم من الشمول بالنفاق أو إساءة السيرة ولا دليل معكم على تخصيص (المرتدين) في الإخراج من الصحبة فهو تخصيص تحكمي فحسب.
مخ ۵۶