آية الهجرة والنصرة
ثم أورد الشيخ وفقه الله الآية الكريمة: {والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم * والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم}[الأنفال: 74،75].
وذكر الشيخ أن الحديث السابق في الطلقاء والعتقاء عمل بما جاء في كتاب الله من هذه الآية وأنه (قد تبين مما تقدم ثناء الله تعالى ورسوله الكريم على الصحابة ولا شك أن الله تعالى بعلمه للغيب اختار أصحاب رسوله) أه.
أقول: أولا: الآيات السابقة من سورة الأنفال وهي من أول ما نزل في المدينة والجهاد المأمور به في الآية هو جهاد أبي سفيان وأصحابه وليس جهاد الروم وفارس.
ثانيا: سبق الجواب بأن الطلقاء ليسوا مهاجرين ولا أنصارا بالاتفاق لأنهم أسلموا بعد الفتحين (فتح الحديبية وفتح مكة) وهناك أحاديث وروايات تؤكد إسلامهم كرها وقد سبق بعضها هنا وصح عن عمر أنه فرق في العطاء وكان دافعه ما نطق به وهو بمعنى كلامه: (لا أجعل من أسلم وهاجر كمن دخل في الإسلام كرها).
وتقدمت فضيلة عبد قيس (أنهم أسلموا طوعا وأسلم الناس كرها).
وكلمة (الناس) يدخل فيها الطلقاء ولذلك كان بعض العلماء كالحاكم يقول عن بعض الطلقاء: (والله أعلم بما أضمروا واعتقدوا).
وقبله كان عمار بن ياسر يقول: (والله ما أسلم هؤلاء ولكن استسلموا) والإسناد جيد، راجعه في أبواب الإيمان من مجمع الزوائد للهيثمي.
وكذا كان يقول ابن الحنفية وغيره.
بل معظم أهل بدر على ذم الطلقاء، وواضح أن ذمهم لهم لا يعني ذم من أحسن منهم الصحبة وإنما من أساء.
مخ ۵۴