ومن ذلك (10/439) باب: (ذكر إثبات موت الجاهلية بالمفارق جماعة المسلمين)، وباب (إثبات موت الجاهلية على كل من قتل تحت راية عمية) وغير ذلك من أحاديث الترهيب التي يخشى منها على أهل البغي أكثر مما يرجى لهم من أحاديث أفضلية القرن الأول، لأن الخشية والرجاء يتناسب عكسيا مع الكثرة والقلة، فتزداد الخشية والرجاء كلما قل العدد.
وكذا الرجاء لغزاة البحر الذين ذكروا فيهم معاوية وسيأتي الكلام على الحديث يعارضه الوعيد الشديد في الأحاديث السابقة، وكذا الأحاديث في الترهيب من إخافة أهل المدينة، والجميع يعرف ماذا عمل ولاة معاوية وابنه يزيد (حملة بسر في عهد معاوية وحملة مسرف بن عقبة في عهد يزيد) علما بأن بسرا ومسرفا على ظلمهما وفحشهما (صحابيان جليلان) عند غلاة السلفية المعاصرة.
11- وبوب ابن حبان (15/108) باب: (ذكر الإخبار عن وصف أقوام يكون فساد الأمة على أيديهم) ويستطيع شيخنا الفاضل أن يتذكر قول أبي هريرة في صحيح البخاري: ( هم بنو فلان وبنو فلان) والروايات التي فسرتهم بأنهم: (بنو حرب وبنو مروان) فهؤلاء هم من يطالبنا الشيخ سامحه الله بالدفاع عنهم والاعتذار لهم والقول بفضلهم... الخ.
12- أضف لتبويبات ابن حبان في تحريم الخمر والربا والقتل وسب المسلم والظلم، وغير ذلك من المظالم والمحرمات التي ارتكبها بعض الطلقاء وأصروا عليها ولم يؤثر عنهم ندما ونحن مع هذا إنما نعرض الأمور ساكتين عن المزيد الكلام إلا من وصفها بما وصفها به الشرع، وننتظر من أهل العلم والإنصاف أن يتأملوها ولا تأخذهم العزة بالإثم في ردها بالباطل، وإن فعلوا فليس رد الحق بغريب على كثير من الناس.
مخ ۴۱