الشيخ ومعنى حديث (لا تسبوا أصحابي)
أورد الشيخ حديث أبي سعيد الخدري فيما جرى بين خالد بن الوليد وعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهما وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه)).
وذكر أن الحديث شامل لكل الصحابة وذكر تبويب ابن حبان بأن (الصحابة ثقات عدول)، بناء على هذا الحديث، وأجاب على توجيه الخطاب لخالد بأن هذا لا يفيد خروجه إلا من الصحبة الخاصة ثم نقل الإجماع على صحبته.
أقول: أولا: ما ننفيه عن الطلقاء هي الصحبة الخاصة لا العامة ولم يسلموا إلا بعد إسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه وطبقته.
ثانيا: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا تسبوا أحدا من أصحابي))، كان المخاطب به خالد بن الوليد وفيه إخراج لخالد من الصحبة الخاصة (الشرعية وقد أقر الشيخ بخروج خالد من الصحبة الخاصة فانتهى الكلام.
وقد روي الحديث بألفاظ كثيرة لا تنقض الاستدلال الأهم وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاطب خالد بن الوليد سواء قال له: ((لا تسب أحدا من أصحابي)) أو ((دع عني أصحابي يا خالد)) أو خاطبه بالجمع: ((لا تسبوا أصحابي)) أو نحو ذلك، فمفهوم الخطاب يقول: (إنك لست من أصحابي يا خالد) وقد أقر الشيخ وفقه الله بأن خالد بن الوليد ليس من أصحاب الصحبة الخاصة وهذا هو المقصود، فأنا لا أنفي عن خالد ولا عن الطلقاء ولا الأعراب الصحبة العامة وإنما أنفي عنهم الصحبة الخاصة أو الشرعية التي أثنى عليها الله عز وجل في كتابه.
ثم لم يتنبه الشيخ وفقه الله لتمام الحديث وهو: (فلو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا فلن يبلغ مد أحدهم ولا نصيفه) وأنا أسأل الشيخ سؤالا وأقول:
الضمير في قوله: (أحدكم) عائد على من؟
مخ ۳۰