په صحبت او صحابه کې

حسن فرحان المالکي d. 1450 AH
194

په صحبت او صحابه کې

مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة

سادسا: أصل الحديث

أصل هذا الحديث هو فضيلة الغزو في البحر فقط فقد روي هذا الحديث بإسناد صحيح أو حسن على الأقل عن أم حرام بلفظ آخر وهو (ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزاة البحر فقال: للمائد أجر شهيد وللغريق أجر شهيدين، فقلت: يا رسول الله: أدع الله أن يجعلني منهم، قال: اللهم اجعلها منهم، فركبت البحر فلما خرجت ركبت دابة فسقطت فماتت.).

أقول: فهذا أصل الحديث فيما يظهر لي والله أعلم، وفيه ترغيب عام في غزو البحر ودعا لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تكون من الغازين وهذا مشروط بصحة النية كما قال ابن حجر ومشروط أيضا بعدم الركون إلى الارجاء والمجاهرة بالمعاصي وارتكاب المظالم.

إذن فهذا الحديث يفيد أن المراد ب (الأولين) في الحديث هم الذين تميد بهم السفن في كل زمان ومكان لهم أجر واحد وأن (الآخرين) أي الصنف الآخر وهم الغرقى في سبيل الله لهم أجر شهيدين.

ويكون قوله: (أنت من الأولين) يعني من الصنف الأول.

وكلاهما المائد بهم البحر أو الغرقى مشروط بصحة النية والسلامة من المظالم لأن الشخص توزن أعماله الحسنة والسيئة، مثلما هناك أحاديث في الترغيب في الغزو وفضله فهناك أحاديث في الترهيب من الغلول والفرار من الزحف والظلم والربا والخمر وقتل الصالحين وبغض الأنصار وبغض علي وإضاعة الأمانة ونحو هذا...

فإذا كان غزو البحر على أنه آحاد فيه فضيلة لمعاوية إن افترضنا حسن النية وصلاحها فهو معارض بحديث عمار المتواتر وحديث غدير خم وهو متواتر وحديث الترهيب من أذية أهل المدينة والترهيب من بغض الأنصار والترهيب من معاداة الإمام علي وأهل البيت وهذه الأحاديث بعضها يصل للتواتر أما حديث أم حرام فهو على صحة إسناده مضطرب المتن؛ والفضيلة مشروطة بشروط بينها العلماء وليس الأمر بهذه السهولة أن يستوي من يغزو لله ومن يغزو للدنيا أو يغزو للذكر والسمعة أو للحمية...

وهذه كلها جاء بيانها في نصوص شرعية.

مخ ۱۹۴