لذا أكرر بأن هذا الحوار معكم ليس ردا عليكم أكثر مما هو تحاور وتواصل هدفه رفع اللبس الذي حصل لكم من خلال سماعكم من الخصوم أو ممن لا يراعي القيود والتخصيصات التي وضعناها في العمل الأصلي.
وليعلم شيخنا أنه مثلما يتعرض هو لضغوط ليقول في الباطل فأنا من جانبي قد تعرضت لتحريضات من بعض الأخوة الذين ساءهم تصديقك للنقولات الباطلة أو تضخيمك لأمور يسيرة، أو ما فهموه من تكفيرك لبعض العلماء المغاربة أو مافهموه من تكفيرك لسلاطين الدولة العثمانية تقليدا لبعض علماء الدعوة ونحو هذا، لكنني لم أشأ أن أرد التشويه والظلم بمثله وإنما أحاول رفع اللبس والتشويه بالباطل فإن نجحت فالحمد لله وإن أخفقت فلست أول من تقول عليه الناس مالم يقل أو ذموه بما وافق فيه الحق أو ضخموا الأخطاء التي وقع فيها، فليس هناك من عالم أو باحث أو طالب علم إلا وتعرض لمثل هذا؛ خاصة إذا عارض أخطاء التقليد المذهبي، وأنا قد اخترت هذا الطريق طريق الدعوة للإنصاف وذم أخطاء التقليد ويبدو أنه طريق لا رجعة لي فيه لأنني اكتشفت الواقع ولم أكن أتصوره بهذا المستوى من السوء والتعصب والتقليد الأعمى ولذلك رأيت أن ترك إنكار المنكر الذي تواطأ عليه كثير من الناس يشبه الفرار من الزحف.
أعيد وأقول: إنه قد عرض علي بعضهم أكثر مما عرضوا عليك فكنت أقاوم هذه العروض والضغوط بنشر فضلك وعلمك ودماثة خلقك وأذكرهم بقوة منهجك في الجرح والتعديل وعلم العلل وأوصيهم بسماع دروسكم ومحاضراتكم المبثوثة عبر الأشرطة، ولو استجبت لهم لرددت عليك من زمن طويل، فليس الرد عليك ولا على غيرك بالأمر الصعب ومن تتبع وجد.
مخ ۱۶