194

په اصلاح لپاره

في سبيل الإصلاح

خپرندوی

دار المنارة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

د خپرونکي ځای

جدة - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

بين الزوجين أذيعت سنة ١٩٤٨ (١) يا سادتي ويا سيداتي. قعدت لأكتب هذا الحديث، فما بدأت به حتى هبت العاصفة في بيت الجيران، وعلت الأصوات، وزمجر الرجل وصخب، وولولت المرأة وعيّطت (٢)، وقام الشيطان يهيج للشر ويضحك، ثم هدأت العاصفة فجأة كما هبت فجأة، وأعقبها سكون ثقيل، سمعت له دويًا في أذنيّ شغلني عن الكتابة، فقمت أنظر من شباكي الذي يكشف مكانهم ويبدي كلّ ما فيه (٣). انظر ماذا جرى. فإذا الزوج قاعد في ركن المنزل ينظر في جريدته عابسًا، ولا أظنه يفقه منها حرفًا، والمرأة في الركن الآخر تطرز ولا أحسبها تلقي لتطريزها بالًا، وهو يندب حظه يحسب أنه وحده الخائب في زواجه، وهي تبكي جدّها تحسب أنها وحدها التي فقدت سعادتها، ورأيت الولد قد ملّ هذا السكون ... فمشى إلى أبيه خائفًا يترقب، فقال له: - بابا. أعطني شُكلاطة. فصرخ به زاجرًا: قل لأمك. أتريد أن أخدمكم في السوق وفي البيت، وأن أعمل عمل الرجل والمرأة؟! فابتعد عنه الولد، ونظر إلى أمه، فصاحت به من غير أن ترفع رأسها عن شغلها: - ابتعد عني وإلا كسرت رأسك، أنت أصل السبب، يا ضيعة تعبي،

(١) أنا أذيع من يوم أنشئت الإذاعة العربية من أكثر من خمسين سنة، وكنت أكتب أحاديثي، ثُم صرت أرتجلها، ولو أني جمعتها لجاءت في أكثر من عشرين مجلدًا. (٢) «عيط» في الشام: صاح، وفي العربية كذلك «تقريبًا»، وفي مصر: بكى. (٣) وهذه بلية من بلايا هذه المساكن الجديدة ...

1 / 197