په نړۍ کې د رؤیا
في عالم الرؤيا: مقالات مختارة لجبران خليل جبران
ژانرونه
فقال الشيطان متململا: «أنت لا تدري ما تقول، ولا تعلم أي ذنب تقترفه نحو نفسك. اسمع فأخبرك حكايتي: كنت اليوم سائرا وحدي في هذه الأودية المنفردة، ولما بلغت هذا المكان التقيت بجماعة من أجلاف الملائكة، فهجموا علي وضربوني ضربا مبرحا، ولو لم يكن مع أحدهم سيف ذو حدين لفتكت بهم جميعا، ولكن ماذا يفعل الأعزل مع المسلح؟»
وقف الشيطان عن الكلام هنيهة واضعا يده على جرح بليغ في جانبه، ثم زاد قائلا: «أما الملاك المسلح - وأظنه ميخائيل - فداهية يحسن ضرب السيف، ولو لم أنطرح على الأرض، وأمثل دور النزع والموت لما أبقى مني عضوا بجوار عضو آخر.»
فقال الخوري بصوت تعانقه رنة النصر والتغلب: «ليكن اسم ميخائيل مباركا، فقد أنقذ الإنسانية من عدوها الخبيث!»
فقال الشيطان: «ليست عداوتي للإنسانية أشد سوادا من عداوتك لنفسك، فأنت تبارك ميخائيل، وهو لم يفدك بشيء، وتجدف على اسمي في ساعة انكساري، مع أنني كنت ولم أزل سببا لراحتك وسعادتك. أتجحد نعمتي وتنكر معروفي وأنت عائش في ظلال كياني؟
أولم تتخذ وجودي صناعة لك واسمي دستورا لأعمالك؟ هل أغناك ماضي عن حاضري ومستقبلي؟
هل نمت ثروتك إلى حد لا تحتمل معه الزيادة؟
ألم تعلم أن زوجتك وبنيك - وهم كثيرون - يفقدون رزقهم بفقدي؟ بل يموتون جوعا بموتي؟
ماذا تفعل لو حكم القضاء باضمحلالي؟ وأية صناعة تحسنها إذا أبادت الأرياح اسمي؟
منذ خمس وعشرين سنة وأنت تسير متجولا بين قرى هذا الجبل؛ لتحذر الناس من حبائلي وتبعدهم عن مصائبي، وهم يبتاعون مواعظك بأموالهم وغلة حقولهم، فأي شيء يبتاعون منك غدا إذا علموا أن عدوهم الشيطان قد مات، وأنهم أصبحوا في مأمن من حبائله ومعاقله؟
وأية وظيفة يسندها القوم لك إذا ألغيت وظيفة محاربة الشيطان بموت الشيطان؟
ناپیژندل شوی مخ