الرواية الثامنة
ثم أورد الدكتور رواية جابر بن عبد الله وفيها أنه (لما بويع علي خطب الناس فقام إليه عبد الله بن سبأ فقال له: أنت دابة الأرض.. أنت الملك.. أنت خلقت الخلق وبسطت الرزق!! وعلي يقول له في كل مرة: اتق الله!! ثم أمر بقتله)!! هكذا نجد السبب هنا غير السبب في الرواية السابقة!!
ثم تواصل الرواية قائلة أن جابرا قال: (فاجتمعت الرافضة فقال: دعه وانفه إلى سابط المدائن!! فإنك إن قتلته بالمدينة خرجت أصحابه وشيعته! فنفاه إلى المدائن فثم القرامطة والرافضة.. الرواية!).
أقول: أولا: هذه لا أدري كيف عقلها الدكتور العودة وكيف نشرها ولم ينقد متنها!! بغض النظر عن النظر في إسنادها؟
ثانيا: متى مات جابر بن عبد الله؟ ومتى كانت بيعة علي؟ ومتى خرجت الرافضة والقرامطة؟!
فالرافضة لم تعرف بهذا الاسم إلا عام 122ه عندما رفضوا نصرة زيد بن علي، أما موت جابر بن عبد الله راوي الحادثة فكان قبل ذلك الوقت بخمسين عاما (وفاة جابر كانت نحو 70ه) وكذلك بيعة علي كانت قبل نشوء مصطلح الرافضة بخمسة وثمانين عاما!! فأين عقولنا؟! أين مناهجنا النقدية؟!
أما القرامطة فلم يظهروا بهذا المصطلح إلا بعد موت جابر بن عبد الله بنحو مائتي عام!! لأن قرمط رأس القرامطة الذي سمى به القرامطة توفي عام 293ه!! وبعد بيعة علي بنحو مائتين وخمسين عاما!! وهذا يدل على أن الرواية وضعت على لسان جابر بن عبد الله بعد موته بمائتي سنة!! لكن الدكتور العودة لا يمتلك المنهج النقدي للمتون ولو كان يمتلك هذا المنهج النقدي لما رأينا مثل هذه الروايات التي يستشهد بها في إثبات عبد الله بن سبأ؟! وأجد نفسي ممسكا إلى هذا الحد، فهذا خير من مواصلة الكلام.
ونخرج من هذا كله أن القصة هذه مختلقة وإذا لم تكن مكذوبة بهذا السياق فليس في الدنيا حديث موضوع ولا رواية مكذوبة!!
مخ ۲۱