نظرة في متون الروايات
الدكتور العودة (مثل أكثر المؤرخين الإسلاميين المعاصرين) يفتقد الآلية التي تعينه على الحكم الصحيح على الروايات أسانيد ومتونا وبما أنه اعترف بضعف بعض الأسانيد التي أوردها ورغم أن اعترافه كان خفيا إلا أنه بنظرة على متون الروايات التي فيها ذكر ل عبد الله بن سبأ (صريحا) نجد تلك الروايات في غاية النكارة.
خذوا على سبيل المثال:
الرواية الأولى التي فيها قول الشعبي (أول من كذب عبد الله بن سبأ!!) فهذا متن ظاهره باطل يعرف بطلانه من عنده أدنى من علم ولو سألنا أحد العوام الذين لا يقرأون ولا يكتبون من هو أول من كذب؟ لقال لنا إبليس!! وربما يقولون (فرعون) وقد يقول بعضهم: الجن التي قيل أنها سكنت الأرض قبل بني آدم!! فضلا عن الكفار في الأزمنة المتقدمة على زمان النبوة وكذلك كفار قريش والمنافقون، كل هؤلاء كذبوا قبل أن يولد عبد الله بن سبأ-إن صح وجوده-! فأين عقولنا وعلومنا وأين تطبيقنا لمنهج المحدثين؟ بل إن هذا الأمر لا يحتاج منهج محدثين وإنما يحتاج رجلا عاقلا فقط
سبحان الله أول من كذب عبد الله بن سبأ؟
أين قول إبليس (وما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين)؟! سورة الأعراف 19.
أين قول فرعون (أنا ربكم الأعلى) ؟!
هل الدكتور العودة يرى أن عبد الله بن سبأ قبل هؤلاء؟ وقبل الخليقة؟!
على أية حال: الإسناد أضعف من أن يبين لكن ضعف ونكارة المتن يغنينا عن البحث في الأسانيد.
مخ ۱۳