په خالي وختونو کې
في أوقات الفراغ: مجموعة رسائل أدبية تاريخية أخلاقية فلسفية
ژانرونه
ومثل هذا الخطأ فيما يتعلق برقي العرب الجاهليين السياسي والاجتماعي، وقع للمؤلف فيما يتعلق برقيهم الأخلاقي. وأضرب لذلك مثلا ما جاء في صلب الكتاب عن مبلغهم من الأنفة والعفة. فقد ذكر المؤلف أن العفة كانت عندهم كل شيء. وضرب لذلك مثلا ما ثار من الحروب دفاعا عن المرأة وعرضها، كأنما اعتبر أن العرب الجاهليين يتكونون فقط من رؤساء القبائل. ثم استشهد للتدليل على ذلك ولذكر الفرق العظيم بين عفة هؤلاء المتقدمين وتهتك المتأخرين بقول عنترة:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها
وقارنه بقول أبي نواس:
كان الشباب مطية الجهل
ومحسن الضحكات والهزل
والباعثي والناس قد رقدوا
حتى أتيت حليلة البعل
ولست أدري كيف يقيم المؤلف المقارنة بين عنترة وأبي نواس، أي بين شاعر حماسي غزلي وشاعر متهتك. فقد كان من السهل مقارنة عنترة بغيره من أمثاله الحماسيين أو الغزليين. كما أن في الجاهلية التي منها عنترة جماعة من كبار الشعراء هم مثل الفسوق في أشعارهم. وأقرب ما يحضر لذهن أي إنسان قول امرئ القيس، وهو أقدم من عنترة وأعرق في الجاهلية:
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
ناپیژندل شوی مخ