13
وقد أخذت هذا الاسم مما كتبه دعاة الفاطميين، فالمؤيد في الدين يقول في مجالسه: «خلق الله أمثالا وممثولات؛ فجسم الإنسان مثل ونفسه ممثول، والدنيا مثل والآخرة ممثول، وإن هذه الأعلام التي خلقها الله تعالى، وجعل قوام الحياة بها من الشمس والقمر والنجوم، لها ذوات قائمة يحل منها محل المثل، وإن قواها الباطنة التي تؤثر في المصنوعات هي ممثول تلك الأمثال.»
14
وقول صاحب المجالس المستنصرية: «معشر المؤمنين، إن الله تعالى ضرب لكم الأمثال جملا وتفصيلا، ولم يستح من صغر المثال إذا بين به ممثولا، وجعل ظاهر القرآن على باطنه دليلا.»
15
ويقول المؤيد في الدين:
اقصد حمى ممثوله دون المثل
ذا إبر النحل وهذا كالعسل
16
وإذن فالقاعدة في التأويل عند الإسماعيلية هي تطبيق نظرية المثل والممثول، فظاهر القرآن مثل وباطنه ممثولات، والظاهر: هو هذه المعاني التي يعرفها العامة، وينطق بها علماء أهل السنة. والباطن : هو هذه المعاني التي يستخلصها الوصي والأئمة من أهل البيت دون سواهم من سائر المسلمين. وعلى الرغم من أن الإسماعيلية أتوا بأدلة من القرآن الكريم على التأويل وعلى نظرية المثل والممثول، فإن هذه النظرية وإن كانت قد صبغت بالصبغة الإسلامية، فإنها هي نظرية المثل الأفلاطونية القديمة، أدخلوها في عقيدتهم بعد أن غيروا فيها بما يتفق مع تعاليمهم وعقائدهم الإسلامية.
ناپیژندل شوی مخ