فكان بحمد الله ما قد عرفتم
وفزت بسهم الفلح والنصر والغلب
وذلك دأبي ما بقيت ودأبكم
فدونكم حربا تضرم كاللهب
27
وتتابعت غزوات الفاطميين لمصر فكانت ترد مهزومة مدحورة، فاضطر شيعة المهدي إلى اتخاذ التقية وإلى الدعوة السرية حتى ولي كافور نيابة عن ابن سيده الحسن بن عبد الله بن طغج، وكان ابن طغج ضعيفا، فطمع فيه الجند وكرهوه، واستغل ضعفه أحد دعاة الفاطميين وهو أبو جعفر بن نصر، وحبب إليه دخول مذهبه، ومكاتبة المعز لدين الله.
28
ويذكر ابن زولاق أنه كان بمصر داعية آخر يسمى بأبي عيسى عبد العزيز بن أحمد،
29
ويخيل إلي أن أبا جعفر بن نصر الداعي كان معروفا أكثر من صاحبه، وأنه كان من جلساء كافور وبني طغج، وعرف عنه الدعوة للفاطميين في مصر، ولا أدري سبب سكوت الأمير عنه. ويذكر ابن زولاق أن هذا الداعي بنى دارا له بمصر، فمر عليه سيبويه المصري فقال: كافور الأسود غدا يؤخذ بأذنه، إنما بنيت هذا الدار لصاحب المغرب تؤخذ فيها البيعة على كل تابع ومتبوع، وذليل مرفوع، تغير فيها الأحوال وتحمل إليها الأموال.
ناپیژندل شوی مخ