وتنسب مرة أخرى إلى شاعر يلقب بالإسكندراني،
2
ولكني أرفض نسبة هذه القصيدة إلى المؤيد؛ لأن العزيز بالله أقدم عهدا من المؤيد في الدين، وأن المؤيد لم يمدح العزيز مطلقا، إنما مدح الظاهر والمستنصر، وهما الإمامان اللذان عاصرهما المؤيد، ولم يمدح غيرهما من الأئمة، أضف إلى ذلك كله أن هذه القصيدة تختلف عن شعر المؤيد من ناحية فن الشعر عند المؤيد.
أما الإسكندراني الذي تنسب إليه هذه القصيدة فلا نعرف عنه شيئا، ولم تذكره المصادر التي بين أيدينا، وكل ما ورد عنه في المجموعة الخطية هو: هذه قصيدة الإسكندراني - رحمه الله - في مدح الإمام العزيز بالله قدس الله روحه، وهي الموسومة بذات الدوحة.
3
قلت: إن هذه القصيدة فريدة في بابها في الشعر العربي، ذلك أن الشاعر روى الحديث المنسوب إلى النبي
صلى الله عليه وسلم : «أهل بيتي شجرة؛ أصلها ثابت، وفرعها في السماء.» وقول النبي أيضا: «أنا شجرة، وفاطمة حملها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، ومحبونا أهل البيت ورقها، حقا حقا أن يكونوا معنا في الجنة.»
4
وأمثال هذين الحديثين. فشاء له خياله أن يمدح إمامه العزيز بالله بقصيدة جعل لها جذعا وفروعا على مثال الشجرة، وسمى قصيدته ذات الدوحة، وأودعها كثيرا من المصطلحات والعقائد الفاطمية، والقصيدة هي:
سئمت من البين الذي ليس يصدق
ناپیژندل شوی مخ