157

په مصر کې فاطمي ادب

في أدب مصر الفاطمية

ژانرونه

وكانت الحياة في مصر الفاطمية - كما رأينا جانبا منها - تدعو إلى ازدهار الشعر وإلى كثرة ما أنتجه الشعراء في كل فن من فنون الشعر، وكل موضوع من موضوعاته، ولكن هذه الموجة الفنية التي طغت على مصر سرعان ما أبادها الأيوبيون فيما أبادوه من تراث هذا العصر الذهبي في تاريخ مصر الإسلامية، فضاع الشعر ولم يبق منه إلا النزر اليسير، أو قل لم يبق إلا اسم الشاعر أحيانا إن قدر لاسمه البقاء، ونحن لا نتردد في اتهام الأيوبيين بجنايتهم على تاريخ الأدب المصري بتعمدهم أن يمحوا كل أثر أدبي يمت للفاطميين بصلة، فقد حرقوا كتبهم بما فيها من دواوين الشعر خوفا من أن يكون بالشعر مديح للأئمة، وهو كفر بزعمهم. وها هو ذا كاتب الأيوبيين العماد الأصفهاني عندما أراد أن يجمع في خريدته شعر شعراء المائة الخامسة، قال عن ابن الضيف داعي الآمر وشاعره: «وكنت عازما لفرط غلوه على حطه؛ لأنه أساء شرعا وإن أحسن شعرا، بل أظهر فيه كفرا، ولكنني لم أر أن أترك كتابي منه صفرا؛ لأن البحر الزاخر يركبه المؤمن والكافر، ويقصده البر والفاجر، ويحمل الغثاء كما يحمل الدر.»

41

وقال عن ظافر الحداد: أقول ظافر، بحظ من الفضل ظاهر، يدل نظمه على أن أدبه وافر، وشعره بوجه الرقة والسلاسة سافر، وما أكمله لولا أنه من مداح المصري والله غافر.

42

ومع ذلك لم يرو العماد لهما شيئا في مدح الأئمة، فقد تعمد العماد الأصفهاني أن يستبعد أكثر شعر مديح الأئمة من خريدته، وتبعه في ذلك غيره من الأدباء والمؤرخين، فضاع أكثر شعر مصر الفاطمية بسبب هذا التعصب المذهبي.

أضف إلى ذلك أن الأحداث التي كانت في مصر، ولا سيما في عهد المستنصر بالله، إبان المحنة الكبرى، وفي الصراع الذي كان بين شارو وضرغام في أواخر العصر الفاطمي، كانت من أهم أسباب ضياع شعر الشعراء وكتب العلماء، حتى إن الشاعر عمارة اليمني عندما أراد أن يذكر لنا شيئا من شعره في مدح طي بن شاور قال: فإن جميع ما قلته فيه نهب من دار الخليج.

43

ولم يتذكر منه شيئا يرويه، فكانت هذه الأحداث والاضطرابات مأساة للعصر الفاطمي نفسه؛ إذ سببت زوال دولة الفاطميين، ومأساة للحياة الأدبية والفكرية أيضا، وإلا فحدثني عن شعر الشعراء المائة الذين رثوا ابن كلس، وأين ديوان ابن حيدر العقيلي؟

44

وأين ديوان أبي الحسن علي بن المؤمل بن غسان الكاتب المصري، وكان ديوانه في مجلدين؟

ناپیژندل شوی مخ