1- يقول أحمد فارس الشدياق:
"من الناس من يتعلم، وهو مجبول على صفات حميدة فيزداد هدى ورشدا وورعا ودماثة أخلاق، وحسن تصرف، واستقامة طبع، ونزاهة نفس، وصفاء عقيدة، وإخلاص مودة, وسلامة نية، وعفة قلب ولسان، وانبساط يد؛ فمثله كمثل الجوهر الشفاف إذا قابله شعاع الشمس، أوكمثل إناء من زجاج نظيف صاف إذا وضع فيه الماء لم يتغير من طبعه شيئا، فتراه دائما مقبلا على نفع الناس, ساعيا في إصلاح شئونهم، وتسنية أحوالهم، باذلا أقصى جهده في تسكين خواطرهم، ولم شعثهم، وتأليف مفرقهم، وتسلية حزينهم، وإرشاد غاويهم، وتأييد ضعيفهم، وليس من همه التردد على أبواب الأمراء والخضوع لحجابهم ... إلخ1".
2- ويقول أديب إسحق:
"الكتابة صناعة يراد بها التعبير عن الخواطر والمحسوسات بوضع صحيح، وأسلوب صريح، فهي ذات ثلاثة أركان: الخاطر المراد إيضاحه وهو الإنشاء، والوضع الذي يبدو به ذلك الإيضاح وهو البيان، والكيفية التي تحصل بها ذلك وهو الأسلوب".
ويقول أديب إسحق كذلك:
"رأيت أن أصرف العناية إلى تهذيب العبارة وتقريب الإشارة، لتقريب المعنى في الأفهام، من أقرب وأعذب وجوه الكلام، وانتقاء اللفظ الرشيق للمعنى الرقيق, متجنبا من الكلام ما كان غريبا وحشيا ومبتذلا سوقيا، فإن التهافت على الغريب عجز، وفساد التركيب بالخروج عن دائرة الإنشاء داء إذا سرى في القراء والمطالعين, أدى إلى فساد عام، وأغلق على الطلبة معاني كتب العلم، والتنازل إلى ألفاظ العامة, يقضي بإماتة اللغة، وإضاعة محاسنها، وإن في لغة القوم لدليلا على حالهم".
وقد عدل أديب إسحق عن أسلوبه المنمق في أخريات حياته، ولا سيما في بعض مقالاته الصحفية, وفي ذلك يقول:
مخ ۹۹