251

په نوي ادب کې

في الأدب الحديث

ژانرونه

جريدة العروة الوثقى:

وهي دليل أخر على أن عزيمة السيد لا تفتر، وعلى أن اليأس لم يبلغ في نفسه مبلغا يثنيه عن أداء رسالته، وقد كان من رأي الشيخ محمد عبده أن هذا الجيل من المسلمين، الذين يدعونه للرشاد واليقظة جيل فاسد ولا رجاء فيه، وأن الأولى أن تنشأ مدرسة يربى بها عدد محدود من خيار الشباب يقودون الأمة فيما بعد لما فيه خيرها ونفعها، ولكن هذه الفكرة لم ترق للسيد، ورأى فيها تثبيطا للهمم، وكأني به يتعجل قطف الثمرة لههذه الغراس التي أودعها المتصلين به، وأصر على أن يوجه الدعوة إلى الجيل الحاضر من الناس في صورة جريدة "العروة الوثقى"، يكون له فيها الفكر المدبر والعقل المسيطر، وللشيخ محمد عبده القلم المحرر واللسان المعبر، ولميرزا محمد باقر الترجمة من الصحف الأوربية، ونقل كل ما يهم إلى الشرق والإسلام1, وصدر من الجريدة ثمانية عشر عددا، وكان شعلة ملتهبة متوجهة من الحماسة والآراء الحرة الجريئة، وكانت حربا شنها جمال الدين وزميلاه على الاستعمار الجشع، وكان طبيعيا أن يحاربها الاستعمار خشية أن تفسد عليه تفرده بالغنيمة, وقتله الشعوب التي وقعت في قبضته، فمنعها من دخول الهند ومصر2.

ولما شعر السيد وزميلاه أن الأعداد لا تصل إلى أصحابها إلا في النادر، وأنه قد حيل بينهم وبين وصول صوتهم إلى آذان الناس في مصر والشرق عطلوها، وإن لم يمت أثرها حتى اليوم.

عود إلى الرحلة:

مخ ۲۷۲