فيا قلب صبرا إن جزعت فربما ... جرت سنحا طير الحوادث باليمن
فقد تورث الأغصان بعد ذبولها ... ويبدو ضياء البدر في ظلمة الوهن
وكيف مقامي بين أرض أرى بها ... من الظلم ما أخنى على الدار والسكن1
فسمع أنين الجور قد شاك مسمعي ... ورؤية وجه الغدر حل عرى جفني
ولقد زاده النفي حبا في وطنه وتعلقا به، وترديدا لمحاسنه، ويتمثله على البعد جنة دانية القطوف, عبقة الشذى، فمن ذلك قوله وهو بالمنفى, ويتشوق إلى أيام لهوه التي حرمها، وإلى الأرض الطيبة التي أبعد عنها، ويصف جزيرة سرنديب وصفا جميلا، وفيه تصوير دقيق، يدل على حس مرهف، وذوق فنان عبقري.
لبيك يا داعي الأشواق من داعي ... أسمعت قلبي وإن أخطأت أسماعي
مرني بما شئت أبلغ كل ما وصلت ... يدي إليه فإني سامع واعي
إني امرؤ لا يرد العذل بادرتي ... ولا تفل شباة الخطب إزماعي2
أجري على شيمة في الحب صادقة ... ليست تهم إذا ريعت بإقلاع3
للحب من مهجتي كهف يلوذ به ... من غدر كل امرئ بالشر وقاع
يا حبذا جرعة من ماء محنية ... وضجعة فوق برد الرمل بالقاع
ونسمة كشميم الخلد قد حملت ... ريا الأزهير من ميث وأجراع4
يا هل أراني بذاك الحي مجتمعا ... بأهل ودي من قومي وأشياعي
وهل أسوق جوادي للطراد إلى ... صيد الجآذر في خضراء ممراع
منازل كنت منها في بلهنية ... ممتعا بين غلماني وأتباعي
فاليوم أصبحت لا سهمي بذي صرد ... إذا رميت، ولا سيفي بقطاع5 # أييبت في قنة قنواء قد بلغت ... هام السماك وفاتته بأبواع1
مخ ۲۱۷