الفلسفة الجمالية للموسيقى في عصر
الباروك
القسم الأول: الأوبرا والدراما اليونانية
في كل انتقال من عصر موسيقي إلى آخر يحدث دائما انقسام في الرأي بين مبدعي الموسيقى وبين نقادها؛ ففي سنة 1600م ألف ناقد وباحث موسيقي نظري وقسيس اسمه «جوفاني ماريا أرتوزي
Giovanni Maria Artusi » كتابا بعنوان «بحث في نقائص الموسيقى الحديثة»، وفي هذا الكتاب أعرب عن أسفه لانقضاء عهد الموسيقى التقليدية. وبعد عامين وصف الموسيقي والمغني جوليو كاتشيني
Giulio Caccini (المولود سنة 1550م) المجموعة التي ألفها من «المادريجالات» و«الكانزونيتات
canzonets » بأنها موسيقى حديثة
Nuove Musiche
وبعد ذلك بثلاث سنوات كتب «كلاوديو مونتيفردي
Claudio Monteverdi » (1567-1643م) الذي ألف أول أوبرا تستحق الاهتمام، والذي ربما كان أعظم من ألف «المادريجال» حتى اليوم، يقول في كتابه الخامس من المادريجالات إنه لم يتبع تعاليم المدرسة القديمة، وإنما استرشد بما أسماه بالاتجاه الثاني أو المدرسة الجديدة. وكان مونتيفردي في ذلك يرد على حملة الناقد «أرتوزي» على الفلسفة الموسيقية الجديدة؛ فقد أكد أرتوزي، في دفاعه عن الموسيقى التقليدية، أن مونتيفردي اهتم أكثر مما ينبغي بدور التنافر الهارموني (
ناپیژندل شوی مخ