interludes
وختامات
postludes
26
كذلك كان يطلب إلى هؤلاء الموسيقيين الجوالين إنشاد الأغاني الجديدة التي ألفها أسيادهم كلما استدعت الظروف ذلك. وكان المطلوب من الموسيقي الشاعر أيضا أن يعوض نواحي النقص في فن سيده؛ فالتروبادور الفارس الذي يؤلف أشعارا رقيقة، ولكنه يضع ألحانا ضعيفة كان يستعين بخدمات موسيقى شاعر بارع في التلحين، والعكس بالعكس. أما التروبادور الذي يستطيع تأليف الشعر والموسيقى معا، والذي يستطيع الغناء والعزف في آن واحد، فإنه يكون أقل اعتمادا على الشعراء المتجولين. ولقد كان هناك قانون أخلاقي صارم ينزل بمقتضاه أرفع فرسان التروبادور إلى مرتبة الشاعر المتجول إذا جعل فنه تجاريا أو اتخذه وسيلة لكسب العيش. ومن جهة أخرى كان في وسع الشاعر المتجول، إذا كانت مواهبه خارقة للمألوف، كما في حالة كولان موزيه
Colin Muset
أن يرقى إلى مرتبة التروبادور.
ولقد أطلق البعض على هؤلاء الشعراء الجوالين اسم «البوهيميين الأصالى» في عالم الفن بالعصور الوسطى. وبالفعل كانت هذه الفئة، خلال الجزء الأكبر من تاريخها، تتألف من جماعة غير منظمة من الأفراد ذوي المواهب المتنوعة. وكان هناك تمييز اجتماعي بين الشاعر المتجول الأمي وبين زميله الأكثر ثقافة، الذي كان في كثير من الأحيان يغشى أوساط البلاط، أو يعيش في قصر نبيل من النبلاء؛ حيث يكون له في أحسن الأحوال مركز الخادم المميز. وكان هندامه العجيب ، ومظهره «الكوسموبوليتاني» يتيح له الاندماج بأرقى الأوساط الاجتماعية وأدناها. وبحلول أواخر القرن الثالث عشر أو أوائل القرن الرابع عشر، أصبح لهؤلاء الشعراء الجوالين مركز اجتماعي معترف به. وفي حوالي هذا الوقت أصبح الاسم الشائع الذي يطلق على كل الشعراء الجوالين هو «منستريل
minstre ».
ولقد كان موطن التروبادور هو جنوب فرنسا، ولكن أشعاره وأغانيه انتقلت في النصف الثاني من القرن الثاني عشر من المقاطعات الجنوبية إلى الشمالية. وكان من أسباب ذلك الحملة الصليبية في عام 1147م، التي جمعت بين فئات من الحجاج ينتمون إلى شمال فرنسا وجنوبها، كما كان من أسبابه الزيجات الملكية التي جمعت بين أسر من المنطقتين معا. وقد اتخذ شاعر التروبادور في الشمال اسم التروفير
ناپیژندل شوی مخ