فیلسوف او موسیقۍ هنر

فؤاد زكریا d. 1431 AH
180

فیلسوف او موسیقۍ هنر

الفيلسوف وفن الموسيقى

ژانرونه

Fire Bird Suite » و«طقوس الربيع

Rites of Spring » للباليه، وحقق هذان المصنفان الغرض المقصود منهما بنجاح باهر. وعندما يعزفان في قاعة الموسيقى ب (لا رقص)، فإنهما يلقيان نجاحا أعظم بوصفهما روائع موسيقية؛ ففي هذه الموسيقى من القوة والأصالة ما يجعلها تصلح للباليه وقاعة الموسيقى الخالصة، كما هي الحال في موسيقى الأوبرا عند فاجنر وديبوسي. غير أن من المعتاد أن يكون للموسيقى المكتوبة لمصاحبة الرقص في الباليه، أو لمارش عسكري، أو للأوبرا، غرض معين تحققه، وينبغي ألا تقوم إلا على أساس هذا الغرض. أما إذا فصلت هذه الموسيقى عن الغرض الذي تخضع له، وعزفت على أنها موسيقى مستقلة، فعندئذ يتوقف تقديرنا للنجاح الموسيقي على الرأي الشخصي للمستمع.

ولمؤلف موسيقى الجاز بدوره معاييره الخاصة من القيم الشكلية التي تختلف عن معايير مؤلف موسيقي مثل شونبرج. وعلينا عندما نقدم قطعة من موسيقى الجاز ألا نطبق عليها نفس معايير الموسيقى الكلاسيكية؛ إذ إن مقاصد المؤلف الموسيقي مختلفة في كل حالة عنها في الأخرى؛ فهناك موسيقى جادة جيدة وموسيقى جادة رديئة، مثلما أن هناك جازا جيدا وجازا رديئا. والاستمتاع بأحد هذين الأسلوبين لا يحول دون الاستمتاع بالآخر؛ لأننا نأخذ من كل منهما ما يفي بالحاجات التي يمكنهما أن يلبياها من أجل إثراء حياتنا. ولا بد أن يكون متحذلقا ذلك الذي يميز بينهما على أساس أن أحدهما يصلح لعامة الناس والثاني للصفوة المختارة.

وهناك عامل جمالي ينبغي في هذا الصدد أن نأخذه بعين الاعتبار، هو عامل التحوير أو النقل. ولنضرب لهذا العامل مثلا هو سيمفونية بيتهوفن الريفية؛ فهذه السيمفونية كانت مقصودة في الأصل، لتكون تصويرا للطبيعة بصورة سمفونية، وهي تفي بهذا الغرض الوصفي بالفعل، ولكن إذا استخدم هذا المصنف، بحيث يلائم أغراض الباليه، فإنه لا يعود يثير في النفوس الأحوال والمشاعر الأصلية للموسيقى. كذلك فإن مقدمة وفوجة باخ لا تعود نفس العمل الكلاسيكي إذا تحولت للأوركسترا الحديث. ولا بد أن تكون أحكامنا على هذين العملين متعلقة بمقاصد المؤلف الأصلية، لا بالتطبيقات التي يدخلها آخرون على هذه الأعمال بعد وفاة مؤلفها بوقت طويل.

وإذن فلكي تكون للموسيقى قيمة جمالية، فلا بد أن تكون مثيرة للانفعال، ولا بد أن تلائم الصوت البشري والآلة التي كتبت من أجلها، وأن تفي بالغرض المقصود منها. وأخيرا فينبغي أن تحتوي المدونة الموسيقية ذات المستوى الرفيع على أفكار متنوعة، وأن تتميز في الوقت ذاته بالوحدة والتوازن؛ فالمدونة الموسيقية التي تحتوي على أفكار متنوعة تكون قيمتها الجمالية أعظم من تلك التي تكرر الموضوعات اللحنية الرئيسية بطريقة رتيبة مملة. ومع ذلك فالمدونة الجيدة لا تقتصر على ما تحتويه من الأفكار المثمرة فحسب، بل يجب عرض هذه الأفكار ببراعة وموازنتها في سياق المصنف بأكمله؛ فالأوبرا التي تبالغ في تأكيدها أهمية المقاطع الغنائية (من قبيل الآريا) على حساب تكامل الأوبرا بوصفها كيانا فنيا موحدا لا تكون متوازنة على النحو الصحيح. والسيمفونية التي تحفل بألحان حنون تكررها دون عناية بتنويع الموضوعات اللحنية لها قيمة جمالية أقل من قيمة السيمفونية التي تنمى فيها الألحان، وتطور بطريقة متنوعة زاخرة.

وإذن فلا بد أن يقدم المصنف الموسيقي أفكارا متنوعة في تنميته للمادة اللحنية، ولا بد أن يكون وحدة تتوازن فيها التطويرات والتنويعات المتعددة وتتفاعل.

وكلما ازدادت حرية المؤلف في استخدام الهارمونية والبوليفونية والإيقاع كان أقدر على التعبير عن أحاسيسه ومشاعره. ومع ذلك فمن المحال أن يكون التأليف الموسيقي حرا تماما؛ إذ إنه حيث لا يتوافر قدر من النظام تسود الفوضى. وإنما المقصود من الحرية في الموسيقى هو استخدام الإمكانيات النغمية والإيقاعية للوصول إلى أبلغ تعبير ممكن.

وتتيح بعض أنواع الموسيقى للمؤلف مزيدا من الحرية عن بعضها الآخر؛ فحين يكتب موسيقى خالصة يكون أقل قيودا منه عندما يكتب موسيقى مصحوبة بالكلمات؛ إذ يتعين على المؤلف في الحالة الأخيرة أن يشكل موسيقاه وفقا لإيقاع النص ووزنه وقافيته إلى حد ما. وعندما يتابع الموسيقي المعنى العقلي لنص ديني، فإنه يخضع موسيقاه لهذا النص. أما عندما يكيف مؤلف موسيقي مثل فرجيل طومسون

Virgil Thomson

ألحانه وفقا لأبيات «جرترود ستين

ناپیژندل شوی مخ