(1571-1621م) ويوهان كونار
Johann Kuhnau (1660-1722م) وراينرت كايزر
Reinhard Keiser (1673-1739م) وجيورج فيليب تليمان
Georg Philipp Telemann (1681-1767م).
وقد بدأت موسيقى الباروك الألمانية، تاريخيا، على يد هينريخ شوتس (1585-1672م)، وانتهت بيوهان سباستيان باخ
Bash Johann Sebastian (1685-1750م)، وقد نظر شوتس، بطريقة رومانسية، إلى الكلمة المنطوقة على أنها موضوع ينبغي أن تغزوه روح الموسيقى. وكان شعار فلسفته الفنية هو أن من الممكن زيادة تأكيد معنى الكلمة بتوافقات موسيقية تتكرر على أنحاء شتى. وقد كرس حياته الموسيقية لإيجاد مركب من الموسيقى الدينية والدنيوية، آملا أن يتمكن، عن طريق إدخال العناصر الإيطالية في الموسيقى الألمانية الدينية، من أن يخلق فنا موسيقيا أكثر توازنا من ذلك الذي نتج عن رد الفعل البروتستانتي على الموسيقى الكاثوليكية.
وبالمثل كانت الرغبة تتملك باخ في إدخال عناصر دنيوية مستمدة من الإيطاليين في الموسيقى الدينية لعصره. وقد كان يشارك شوتس آراءه التي أعرب عنها منذ حوالي قرن من الزمان، وهي أن الموسيقى البروتستانتية الألمانية تفتقر إلى الاتزان جماليا، وإذا كان لها طابع يغلب عليها، فذلك هو طابع الرتابة والإملال. كما لقي باخ نفس المصير الذي لقيه شوتس؛ فقد اشتبهت السلطات الدينية في دوافعه الجمالية، وشكت في تصرفاته الموسيقية، وتجاهل أبناء باخ موسيقاه بقدر ما تجاهلها معاصروه؛ لأن الجميع لم يفهموا آراءه الجمالية في الموسيقى. وفي النهاية مات باخ كما مات شوتس من قبله، وحيدا تملأ المرارة نفسه، حزينا على تجاهل الناس له.
ولقد كان باخ مسيحيا تقيا يؤمن بأن معرفة اللاهوت والإخلاص في العقيدة الدينية شرطان ضروريان لمؤلف الموسيقى الدينية. وكان يرى أن دراسة التأليف الموسيقي، والنظريات الموسيقية، ليست في ذاتها كافية لإنشاء موسيقى دينية؛ فالتعليم الفني يصقل الذهن، ويجعل المرء عارفا بأصول صنعة الفنان، ولكن الإيمان الديني العميق، بالإضافة إلى معرفة أصول الصنعة الفنية، هو الذي يتيح للموسيقي تأليف موسيقى بروتستانتية تزيد المسيحي قربا من خالقه. وكان باخ ذاته يعتقد أنه في حاجة إلى مزيد من الإلمام بأسس اللاهوت، حتى يعبر في موسيقاه عن أكبر قدر من الروحانية، ومع ذلك فإن الجيل الذي عاصره، وعدة أجيال تالية له، قد وجدت موسيقاه باردة فنيا، ومفرطة في معقوليتها، وذات طابع رياضي، ولم تعترف لها أبدا بصفة الحرارة والحماسة الدينية.
وقد كرس باخ حياته لإصلاح الموسيقى البروتستانتية، فكتب يقول: «إن هدفي النهائي هو أن أعيد تنظيم موسيقى الكنيسة.» كما كان يأمل أن يتيح للإنسان، بفضل موسيقاه، أن يصبح مسيحيا أفضل، وكان أهم آلات التعبير الموسيقي عنده هو الأرغن. والقالب الذي امتاز فيه هو قالب «الفوجة
Fugue »، وعن طريق الغنائية «الكانتاتا
ناپیژندل شوی مخ