فواتح الاهیه
الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية الموضحة للكلم القرآنية والحكم الفرقانية
خپرندوی
دار ركابي للنشر - الغورية
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م
د خپرونکي ځای
مصر
والاختبارات وتحريم المباحات عليهم وانواع البليات والأذيات وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ الدالة على توحيده المنزلة على خلص عبيده وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ المعصومين عن الجرائم مطلقا بِغَيْرِ حَقٍّ اى بلا رخصة شرعية وَقَوْلِهِمْ للأنبياء والرسل حين دعوتهم الى الايمان عتوا واستكبارا قُلُوبُنا غُلْفٌ يعنى اوعية مملوة بالحقائق والمعارف مختومة عليها لا يسع فيها ما جئتم به والحال انه ليس في قلوبهم ما يتعلق بأمور الدين مقدار خردلة بَلْ قد طَبَعَ اللَّهُ المضل المذل باسمه المنتقم وختم عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ بشؤم شركهم وكفرهم فَلا يُؤْمِنُونَ ولا يوفقون على الايمان منهم إِلَّا قَلِيلًا
وَبِكُفْرِهِمْ اى بسبب سترهم الحق عنادا ومكابرة واظهارهم الباطل عتوا واستكبارا وَقَوْلِهِمْ رميا وافتراء عَلى مَرْيَمَ المنزهة عن مطلق الكدورات البشرية بُهْتانًا عَظِيمًا حيث يبهتونها ويرمونها بالزنا مع كمال عصمتها وعفتها وطهارة ذيلها عن مطلق الجرائم والآثام
وَقَوْلِهِمْ ايضا ارجافا واسماعا تبجحا إِنَّا قد قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الذي زعمتموه رَسُولَ اللَّهِ وكلمته وروحا منه وَالحال انه ما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ إذ هو في حماية الله وفوق سمائه وَلكِنْ قد شُبِّهَ لَهُمْ رجل منهم اى القى الله شبهه على حارس منهم يحرسه ليظفروا عليه فرفع المشبهة به يعنى عيسى ﵇ نحو السماء وبقي المشبه يعنى الحارس فقتل وصلب. ثم اختلفوا فقالوا ان كان هذا عيسى فأين صاحبنا وان كان صاحبنا فأين عيسى وَبالجملة إِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وفي قتله وصلبه ورفعه الى السماء لَفِي شَكٍّ مِنْهُ اى في تردد وارتياب في حقه ما لَهُمْ بِهِ وبشأنه مِنْ عِلْمٍ تصديق ويقين إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ والظن لا يغنى من الحق شيأ وَالحق انه ما قَتَلُوهُ يَقِينًا كما زعموه
بَلْ الحق انه قد رَفَعَهُ اللَّهُ الرقيب عليه المتولى لحفظه وامره إِلَيْهِ اى الى كنف حفظه وجواره انجازا لوعده في قوله انى متوفيك ورافعك الى الآية وَكانَ اللَّهُ القادر المقتدر على كل ما أراد وشاء عَزِيزًا غالبا قادرا على رفعه حَكِيمًا في قتل من شبه له ليرجفوا بها
ثم قال سبحانه وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ اى ما من جميع من انزل اليه الكتاب من المسلمين والنصارى واليهود وسائر من انزل إليهم احد مكلف إِلَّا ويجب له ويلزم عليه بايجابنا والزامنا إياه لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ اى بعيسى صلوات الله عليه وسلامه حين نزوله الى الأرض لتقوية دين محمد ﷺ وترويجه إذ هو جامع لجميع الأديان الحقة لابتنائها على التوحيد الذاتي المشتمل على توحيد الصفات والأفعال وعند ظهوره ﷺ قد اتحدت الأديان كلها الا ان المحجوبين لا يفهمون اتحادها لان عيسى ﵇ في نفسه من عجائب صنع الله وبدائع مخترعاته ومن اعزة أنبيائه واجلة رسله فلا بد ان يكون الايمان به قَبْلَ مَوْتِهِ إذ حكى في الحديث النبوي صلوات الله على قائله انه ينزل من السماء ويعيش في الأرض زمانا ويؤمن له جميع من في الأرض ثم يموت قبيل الساعة وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ اى على جميع من آمن به واتبع هداه شَهِيدًا يشهد لهم بالإيمان عند الله
فَبِظُلْمٍ اى بسبب ظلم وخروج عن حدود الله ونقض لعهوده قد صدر وظهر مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ في كتابهم طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ فيما مضى وَكذا بِصَدِّهِمْ ايضا بسبب اعراضهم وذبهم المؤمنين عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وطريق توحيده سبحانه اعراضا كَثِيرًا
وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوا من المضطرين أضعافا مضاعفة وَالحال انه قَدْ نُهُوا عَنْهُ في دينهم وكتابهم وَأَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ بلا رخصة شرعية مثل السرقة والغصب والربوا
1 / 177