74

فواید رضویہ

التعليقة على الفوائد الرضوية

ما الجاري المنجمد 137 التسخيري الشوقي، وكون التحريك من قبل النفس (1)

~~لا ينافي كون حركتها بذاتها، بمعنى أن القبول المخمر في طينتها يبعثها على

~~الطلب من النفس، لأن تعيين حدود الحركة وجهاتها لا يمكن أن يكون لذاتها، بل

~~إنما هو من قبل النفس وإرادتها، ومن ذلك قيل: النفس عدد متحرك، فهي المتحرك

~~المحرك.

وأما ثبات الطبيعة الجسمية وجمودها، فمن جهة أن ذاتها ليست نفس الحركة

~~والسيلان كما زعم بعض الأساتيذ الأعلام (2) بل هي ذات ثابتة بنفسها والحركة

~~عارضة لها من حيث القابلية عروض اللوازم الذاتية لمعروضها، وتحقيق ذلك

~~مبسوطا مذكور في رسالتنا المسماة: ب " مرقاة الأسرار " (3) في بيان حدوث

~~العالم حدوثا زمانيا.

ثم إن ذلك التغيير مبدأ سائر التغيرات التي بعدها أي تغير كان مع جمودها

~~في الظاهر على حالها، فالعالم الجسماني بمجموعه متغير ومتحرك دائما يتبدل

~~تعينه مع الآنات، ففي كل آن يوجد متعين غير المتعين الأول، والعين الواحدة

~~التي يطرأ عليها هذه التغييرات وهي بحالها هو الجسم الطبيعي الثابت بذاته

~~المتغير بأحواله، وفي الآية إيماء إلى ذلك حيث قال: * (وترى الجبال) * أي

~~الحقيقة الأصلية التي هي طبيعة الجسم * (تحسبها جامدة) * ثابتة حين تمر

~~وتعرضها الحركة، فالمرور حال عارض والجمود والثبات ذاتي.

مخ ۱۳۷