69

فواید رضویہ

التعليقة على الفوائد الرضوية

بل إنما تترتب الآثار على المؤثرات في ذلك العالم الشريف بمحض التعقل

~~والشوق بل المعقولات في ذلك العالم نفس التعقل والشوق كما يعرفه أهل الذوق،

~~قال الله تعالى: * (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) * (1)

~~وعند النظر الجليل ترى أن معلولات عالم الأمر إنما هي آثار التسبيح

~~والتقديس الذي طباعهم، ونتائج التهليل والتمجيد الذي شأنهم، وأنهم لا

~~يفترون من ذلك ساعة ولا يسأمون لحظة يرشدك إليه: (أن تسبيحنا يغرس شجرة في

~~قيعان الجنة) كما في الخبر (2) فكيف الظن بتسبيحاتهم وتقديساتهم مع كمال

~~طهارتهم؟!

وثانيهما: أن تينك المرتبتين السابقتين هما ليستا من عالم الخلق والصنع،

~~بل هما ما يعبر عنه في لسان الشرع بعالم الأسماء والصفات (3) ليس إلا، لكن

~~المرتبة الأولى هي مرتبة الأسماء والصفات الذاتية كالعلم والحياة والقدرة،

~~والمرتبة النفسية هي مرتبة الأسماء والصفات الفعلية كالمشية والكبرياء

~~والعظمة، بل النظر الجليل يرى الأولى هي الصفات الذاتية الإلهية من حيث

~~المرتبة والحقيقة، والثانية هذه الصفات لكن من حيث الوجود والتحقيق، فنسبة

~~الإيجاد إلى المرتبتين السابقتين ليس كنسبته إلى المكونات، بل الإمكان

~~الذاتي في العوالي محض اعتبار عقلي كما قاله بعض الأعلام (4).

وبالجملة: هذا العالم العلوي عالم الوجوب المتاخم لأفق الوحدة الحقة

~~والبساطة المحضة، وقد قيل: " عالم الأمر ما لا حكم فيه للإمكان " (5)

مخ ۱۳۱