19

فواید رضویہ

التعليقة على الفوائد الرضوية

الإمام عليه السلام أعرض عن السائل من حيث إنه أساء الأدب بالنسبة إليه

~~عليه السلام، ثم توجه إلى الله وخاطبه بما هو جواب للسائل بأدق طريق وأكمل

~~تحقيق، وإما أن يتوجه إلى السائل لا من حيث نفسه، بل من حيث إنه مستهلك

~~بذاته عند نظر الإمام عليه السلام، والقيوم قائم مقامه، لأنه سبحانه القائم

~~على كل نفس بما كسبت، وإذا كان هو القائم على النفوس فالكل قاعد عن ادعاء

~~الوجود، راجل عن البروز إلى عرصة الشهود، عاجز عن الانتساب إلى مرتبة من

~~مراتب التحقق، واقف على عدمه الأصلي في ميدان التسابق، وأصدق بيت قالته

~~العرب:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل (1)...

وهذه الحيثية هي التي نفى بها الإمام عن السائل هذا القول، ونسبه إلى

~~الله عز شأنه، كما ذكرنا في أحد احتمالي قوله: " ممن تقول " والمآل في

~~توجيهي الخطاب إلى أمر واحد والتغاير بمحض الاعتبار، فافهم راشدا.

صرنا نحن نحن: أي صيرورتنا نحن متسببة عن كونك أنت أنت، بمعنى أنك كنت

~~أولا أنت مرة واحدة إذ لا نعت في الحضرة الأحدية ولا اسم ولا رسم هناك،

~~فلما رأيت نفسك وعقلت ذاتك كنت أنت أنت مرتين، فتحققت الغيرية التي هي أصل

~~العدد وإن كانت بالاعتبار فصرنا نحن نحن، وعبر عن تلك المرتبة الذاتية

~~بقوله: " بينا أنت أنت ".

مخ ۶۲