٣١ - ثنا أَبُو شُعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، ثنا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَجُلا، فَذَكَرُوا قُوَّتَهُ فِي الْجِهَادِ، وَاجْتِهَادَهُ فِي الْعِبَادَةِ، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ طَلَعَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كُنَّا نَذْكُرُ، قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَرَى فِي وَجْهِهِ سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ» .
ثُمَّ أَقْبَلَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «هَلْ حَدَّثْتَ نَفْسَكَ حِينَ أَشْرَفْتَ عَلَيْنَا أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَحْدٌ خَيْرٌ مِنْكَ»؟ قَالَ: نَعَمْ، فَانْطَلَقَ فَاخْتَطَّ مَسْجِدًا وَصَفٌّ بَيْنَ قَدَمَيْهِ يُصَلِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَيْهِ فَيَقْتُلَهُ»؟ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أنا، فَانْطَلَقَ فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي، فَهَابَ أَنْ يَقْتُلَهُ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ: «مَا صَنَعْتَ»؟ قَالَ: وَجَدْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَائِمًا يُصَلِّي، فَهِبْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَيْهِ فَيَقْتُلَهُ»؟ فَقَالَ عُمَرُ: أَنَا، فَانْطَلَقَ فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَيْهِ فَيَقْتُلَهُ»؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا، قَالَ: «أَنْتَ إِنْ أَدْرَكْتَهُ» .
فَانْطَلَقَ فَوَجَدَهُ قَدِ انْصَرَفَ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: «مَا صَنَعْتَ»؟ قَالَ: وَجَدْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدِ انْصَرَفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «هَذَا أَوَّلُ قَرْنٍ خَرَجَ مِنْ أُمَّتِي لَوْ قَتَلْتَهُ مَا اخْتَلَفَ اثْنَانِ بَعْدَهُ مِنْ أُمَّتِي» .
وَقَالَ: «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً» .
قَالَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ: وَهِيَ الْجَمَاعَةُ
حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، ثنا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، فِي قَوْلِهِ ﷿ ﴿وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ﴾ [فاطر: ١١] .
قَالَ: مَا ذَهَبَ مِنْ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ فَهُوَ نُقْصَانٌ مِنْ عُمُرِهِ
1 / 32