١٦- حدثنا محمد بن الحسين الأشناني حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ابن بنت السدي حدثنا عاصم بن حميد، أو رجل عن عاصم بن حميد الخياط عن ثابت بن أبي صفية أبي حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي قال أخذ علي يعني ابن أبي طالب ﵇ بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان فلما أصحر جلس ثم تنفس ثم قال يا كميل بن زياد القلوب أوعية خيرها أوعاها احفظ عني ما أقول لك:
الناس ثلاثة فعالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت تحرس المال والعلم يزكو على العمل والمال ⦗٣٣⦘ تنقصه النفقة، ومحبة العالم دين يدان به يكسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته وصنيعة المال تزول بزواله، مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة، هاه إن ههنا وأشار بيده إلى صدره علما لو أصبت حمله بل أصبت لقنًا لأهل الحق لا بصيرة له في حياته يقتدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لا ذا ولا ذا، فمن منهوم باللذة سلس القياد للشهوات، أو مغرىً بجمع الأموال والإدخار ليسا من دعاة الدين أقرب شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه، اللهم بلى لن تخلو الأرض من قائم بحجة لكي لا تبطل حجج الله ﷿ وبيناته أولئك الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا بهم يدفع الله ﷿ عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم به العلم ⦗٣٤⦘ على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استوعر منه المترفون وأنسوا مما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى (أولئك خلف الله ﷿ في بلاده والدعاة إلى دينه) هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم. وأستغفر الله لي ولك إذا شئت فقم.
1 / 32