شرط أهل الذمة:
44 - قرئ على أبي طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب وأنا أسمع، أخبركم أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف، ثنا أبو بكر محمد بن السري القنطري، ثنا الربيع بن ثعلب، ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، عن شيبان، والوليد بن نوح، والسري بن مصرف، وسفيان الثوري، يذكرون عن طلحة بن مصرف، عن مسروق، عن عبد الرحمن بن غنم قال: كتبت لعمر بن الخطاب حين صالح نصارى أهل الشام: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا، إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا (ق23ب) وأموالنا، وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا: أن لا نحدث في مدينتنا، ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قبلة، ولا صومعة راهب، ولا نجدد ما خرب منها، ولا نجدد ما كان منها من خطط المسلمين، ولا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار، وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل، وأن ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم ولا نئوي في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسا، ولا نكتم غشا للمسلمين، ولا نعلم أولادنا القرآن، ولا نظهر شركا، ولا ندعو إليه أحدا، ولا نمنع من ذوي قراباتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه، وأن نوقر المسلمين، ونقوم لهم من مجالسنا إذا أرادوا الجلوس، ولا نتشبه بهم في شيء من لباسهم في قلنسوة، ولا عمامة، ولا نعلين، ولا فرق شعر، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نتكنى بكناهم، ولا نركب السرج، ولا نتقلد السيوف، ولا نتخذ شيئا من السلاح، ولا نحمله معنا، ولا ننقش على خواتيمنا بالعربية، ولا نبيع الخمور، وأن نجز مقادم رءوسنا، وأن نلزم زينا حيث ما كنا وأن نشد الزنانير على أوساطنا، ولا نضرب ناقوسا في كنائسنا إلا ضربا خفيا ولا نرفع أصواتنا في كنائسنا ولا في شيء بحضرة المسلمين، ولا يظهر الصليب على كنائسنا، ولا يظهر الصليب في شيء من طرق المسلمين ولا في أسواقهم، ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين ولا في أسواقهم، ولا نجاورهم بموتانا، ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين، ولا نطلع عليهم في منازلهم فلما أتيت عمر بن الخطاب بالكتاب زاد فيه: ولا نضرب أحدا من المسلمين شرطنا لكم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا عليه الأمان، فإن نحن خالفناه عن شيء مما ضمناه لكم اشترطناه (ق24أ) على أنفسنا وأهل ملتنا فلا ذمة لنا، وقد حل لكم منا ما يحل لكم من أهل المعاندة والشقاق.
مخ ۴۲