34- حدثنا العباس بن محمد الرقي، حدثنا هلال بن العلاء الرقي، حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا هشام بن أبي هشام، عن محمد بن كعب القرظي، قال: كنت رأيت عمر بن عبد العزيز وهو علينا بالمدينة، وهو ممتلئ الجسم، جيد البضعة، قال: فلما استخلف فأتيته بالشام دخلت عليه فأنكرت حاله، قال: فجعلت أنظر إليه لا أصرف نظري عنه، فقال: إنك لتنظر إلي نظرا ما كنت تنظر إلي قبله يا ابن كعب، قال: فقلت: تعجبي. قال: وما عجبك؟ قال: قلت: ما حال من لونك، ونحل من جسمك، ونفى من شعرك. قال: فكيف لو رأيتني يا ابن كعب بعد ثالثة في قبري، حين تقع حدقتاي على وجنتي، وتخر مناخري وفمي صديدا، ودودا لكنت إلي أشد نكرة، أعد علي حديثا كنت حدثتنيه عن ابن عباس [رضي الله عنهما]، قال:
قلت حدثنا ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه [وعلى آله] وسلم أنه قال: ((لكل شيء شرفا، وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة، وإنما تجالسون بالأمانة، ولا تصلوا خلف النائم ولا المحدث، واقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في صلاتكم، ولا تستروا الجدر بالثياب، ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار، ومن أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليثق بالله تعالى، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن لما في يد الله أوثق منه مما في يديه، ألا أنبئكم بشراركم؟)). قال: بلى يا رسول الله قال: ((من نزل وحده، ومنع رفده، وجلد عبده، ألا أنبئكم بشر #30# من ذلك؟)) قالوا: نعم يا رسول الله. قال: ((من يبغض الناس ويبغضونه، ألا أنبئكم بشر من ذلكم؟)) قالوا: نعم يا رسول الله. قال: ((من لا يقيل عثرة، ولا يغفر ذنبا، ولا يقبل معذرة، ألا أنبئكم بشر من ذلك؟)) قالوا: نعم يا رسول الله. قال: ((من لا يرتجى خيره، ولا يؤمن شره، إن عيسى بن مريم قام في قومه فقال: يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تكافؤا ظالما بظلم فيبطل فضلكم عند ربكم، الأمر ثلاثة: أمر بين رشده فاتبعوه، وأمر بين غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله عز وجل)).
مخ ۲۹